#########

الضحايا

مبادرة تعافي.. مؤازرة الناجين والناجيات من الاعتقال لبعضهم بعضًا


قدمت المبادرة خدماتها لعشر مستفيدات حتى الآن، منذ إطلاقها قبل عامين، إذ إنها لا تستهدف النساء فحسب

21 / أيار / مايو / 2019


مبادرة تعافي.. مؤازرة الناجين والناجيات من الاعتقال لبعضهم بعضًا

 

المصدر: عنب بلدي 

 

تصف الناجيات من الاعتقال فترة احتجازهن بأنها كجحيم أبدي، ينعدم فيه الأمل وتضيع في ظلماته أنوار الحياة. من أبسط أشكاله كاحتجاز الحرية والمنع عن رؤية الأحبة، إلى أقساها من العذاب والرعب.

تخرج إحداهن فتجد نفسها في غربة عن المجتمع، لم تعد من كانت من قبل، ولم تعد قادرة على التعبير عما مرت به فتغدو وكأنها تحمل سرًا مروعًا لا يمكن البوح به لمن لم يعش تفاصيله.

 

فكرة من تجربة مشتركة

تُجمع الناجيات على أن من لم يذق مرارة التجربة لا يمكنه تصورها، لذا فهن يؤمنّ بأن من لم يمتلك تلك الخبرة ليس قادرًا على فهم ودعم الناجيات بالطريقة المناسبة.

اتفقت منظمة “كش ملك”، التي تسعى لتبني سياسات وآليات للعمل على الوصول للمساواة القائمة على النوع الاجتماعي، مع ناجيات من الاعتقال، فكان إطلاق مبادرة “تعافي” نابعًا من التجربة المشتركة إذ إن جميع العاملين فيها هم أنفسهم من الناجين والناجيات من الاعتقال.

منسقة المبادرة والناجية السابقة، منى عبود، أوضحت لعنب بلدي دور التجربة المشتركة، “عشنا نفس التجربة، عشنا نفس الأحاسيس أو بإمكاننا أن نفهم أي أحاسيس أو تجارب أو خيبات قد يكون عاشها الناجي من الاعتقال بعد خروجه من المعتقل”.

مواجهة الغربة المجتمعية ورفع الثقل عن قلوب الناجين والناجيات هو أساس المبادرة التي تعمل على دعم الناجين والناجيات من الاعتقال السياسي في سوريا، لضمان عودتهم للحياة الفاعلة والنضال من أجل قضية الاعتقال السياسي في سوريا والمطالبة بحقوق الضحايا.

 

دعم للأصدقاء

“أصدقاء تعافي” هو الاسم الذي تطلقه المبادرة على الأشخاص الذين تدعمهم، إيمانًا بأن دعم الناجيات والناجين من الاعتقال هو واجب اجتماعي.

تقدم المبادرة أشكالًا عدة من الخدمات للناجين والناجيات، مثل دعم السكن والصحة الجسدية والنفسية والاستشارات القانونية.

مع دعم القدرات “بالشكل الذي يحتاجه ويحدده الناجي أو الناجية من الاعتقال”، لتحسين فرص حصوله على العمل أو استكمال الدراسة. إضافة إلى تقديم الدعم في محاولة الحصول على العمل والتسجيل الجامعي والحصول على المنح الجامعية.

 

نضال مستمر

رغم “الإمكانيات البسيطة” التي تحوزها المبادرة، تسعى لتقديم الأدوات اللازمة للمستفيدين “ليأخذوا دورهم الفاعل في النضال لأجل القضية ولأجل أصدقائنا داخل المعتقلات، ما يرفع من فرصنا في تحقيق الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين في سوريا”، حسبما ذكرت إدارة المبادرة.

وفي حين أن المبادرة تعنى بالناجين والناجيات معًا، إلا أنها تولي اهتمامًا خاصًا بالناجيات كونهن الأكثر عرضة لمعاناة مستمرة بعد خروجهن من المعتقل، يكون تضييق الخناق عليهن من المجتمع المحيط “على أقل تقدير” هو أحد أشكالها.

قدمت المبادرة خدماتها لعشر مستفيدات حتى الآن، منذ إطلاقها قبل عامين، إذ إنها لا تستهدف النساء فحسب.

ومن معاييرها الأساسية لاختيار المستفيدين والمستفيدات من الدعم المقدم ضمن الإمكانيات المتاحة، هو حالة النشاط المدني قبل وبعد الاعتقال.

كما تأخذ بعين الاعتبار مدة الاعتقال وزمن الإفراج، إذ إنها تهتم بمساعدة الناجين والناجيات حديثًا من الاعتقال كونهم في أمس الحاجة للدعم بعد صدمة الانتقال من الظلام والعذاب إلى الغربة القاسية.

 

يمكن للناجين والناجيات من الاعتقال التواصل مع القائمين على المبادرة عبر صفحة منظمة “كش ملك” على “فيس بوك” أو عبر موقعها الإلكتروني أو عبر الرقم المخصص للمبادرة 00905050039395 عبر “الواتس أب”.

 

المادة من المصدر