#########

الضحايا

مخلص الأحمد: تعذيب حتى الإعاقة وأحكام إعدام في سجون الأسد!


كنا 680 معتقلاً بحالة إضراب عن الطعام لمدة سبعة أيام لكن النظام لم يهتم للإضراب أبداً

02 / تموز / يوليو / 2020


مخلص الأحمد: تعذيب حتى الإعاقة وأحكام إعدام في سجون الأسد!

 

*مع العدالة | ضحايا

 

الناشط مخلص الأحمد من ريف حماة ، يروي قصة اعتقاله من قبل حاجز للقوى الأمنية التابعة للنظام السوري في ريف حماه الشمالي الغربي قائلاً: ساعدت أبناء بلدي بإخراج الصورة الصحيحة من الداخل التي تحصل من قبل قوات الأمن تجاه المظاهرات، وإرسالها إلى القنوات الإعلامية، مثل أي مواطن يطمح إلى الحرية والخلاص من الاستبداد.

في صيف 2012 بتاريخ 28/8 ذهبت إلى مدينة كفرزيتا لأقوم بتغطية إعلامية بهذه المنطقة التي كان لها نصيب كبير من الدمار، وخلال ذهابي دخلت في طريق خاطئ فيه حاجز للنظام، وبدأ إطلاق الرصاص على عجلات السيارة كي أتوقف، وعندما توقفت أخذني العناصر وقاموا بضربي وأخذوا الهوية وتبيّن أنني مطلوب، فنقلوني إلى عدة حواجز منها حصرياً حاجز الموت.

ويضيف الأحمد حول المرحلة الأخرى بعد تنقله قسرياً عبر حواجز عديدة برفقة عناصر المخابرات:

نقلوني إلى “فرع دير شميل” وهو سجن سري، وحتى منظمة حقوق الإنسان لا تعرف هذا السجن، وتجري داخله أبشع أساليب التعذيب على المعتقلين حيث يتم تعذيبهم بوحشية.

بداية وجهوا لي تهمة أنني مسلح، وأنا لست مسلحاً، أنا إعلامي وسلاحي هو الكاميرا، وحاولت ألا أعترف بهذا الأمر أيضاً.



في اليوم التالي وجهوا إلي تهمة أنني إعلامي مسلح، واتهموني بتصوير المظاهرات وبأنني أهاجم الحواجز ليلاً.. وبعد مرور 11 يوماً ومع عدم اعترافي، تم تحويلي إلى فرع المخابرات الجوية في مدينة حماة، حيث ذقت أشد أنواع العذاب وإلى الآن ذراعي اليسرى لا أستطيع تحريكها بشكل جيد بسبب الآثار التي تركها التعذيب عليها.

ولكنني رأيت هناك أيضاً بعض الأشخاص الذين تعطلت أيديهم بشكل دائم أو أقدامهم، إضافة إلى الجروح المتقرحة التي تحولت إلى حفر في أجسامهم، والبعض كان يخرج الدود من أقدامهم، وذلك بسبب عدم معالجة الجروح الناتجة عن التعذيب.


سجون مدينة حماه وأحكام الإعدام:

خلال تواجدي في الفرع في حماة كنت أتحدث مع جميع المعتقلين ولاحظت أن جميعهم مدنيين وبسطاء، وكان همهم الوحيد تأمين معيشة أولادهم، ولم يخرجوا من حماة إلى المناطق المحررة فقط كي يحصلوا على راتب الوظيفة إن كانوا معلمين أو موظفين في دوائر أخرى واختصاصات، لتأمين حياة أولادهم.

بتاريخ 28/4 تم طلب خمسة معتقلين لنقلهم إلى سجن صيدنايا وتنفيذ حكم الإعدام عليهم، فرفضنا تسليمهم، وحاول النظام أخذهم بشتى الوسائل وكنا نمنعه من ذلك، وخلال الاستعصاء الأول أنا حاولت بشتى الوسائل أن أدخل هاتف إلى المعتقل عن طريق دفع مبالغ مالية للضباط، وأدخلت الهاتف لأقوم بدوري كناشط من داخل سجن حماة المركزي، وكنت أتواصل مع عدد من الناشطين، وكنت أكتب عن الاستعصاءات، وأنقل لهم صورة الوضع في السجن، وكنت أحاول أن أكتب تقارير.

وفي الاستعصاء الأكبر وهو إضراب الكرامة “إضراب حتى تفتح الأبواب” 14/8/2015 قمت بإعداد عدة تقارير لقنوات عربية وسورية ومواقع سورية وقمت بنشر هذه التقارير كي نجذب تعاطف العالم معنا.

حيث كنا 680 معتقلاً بحالة إضراب عن الطعام لمدة سبعة أيام لكن النظام لم يهتم للإضراب أبداً.

في اليوم السابع قالوا لنا سوف ننفذ طلباتكم خلال ثلاثة أشهر، وبعد مرور فترة دون أن يتغير شيء، قمنا باستعصاء أكبر شارك فيه 830 معتقلاً من كافة أقسام السجن، وواجهنا النظام بضربنا بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، وعندها نشرت مقاطع فيديو للحادثة، وكان عليها توقيعي الصوتي، الأسير أبو أنس، وشكلت ضغط إعلامي على النظام.

 

ثم تم تحويلي إلى الشرطة العسكرية، وتم إجباري على الالتحاق بالخدمة العسكرية، وكان الذل أصعب بشكل كبير أن أخدم في جيش كنت أرفضه، وجاء قرار تسريحي من شعبة المخابرات العامة لأنه سحب مني الجنسية السورية، وبأي حق يفعل ذلك بشار الأسد لا أعلم، وسحبت مني أيضاً الحقوق المدنية، ولكن هذا لن يثنينا وسنستمر بالثورة السورية وسأكون إعلامياً دائماً وجنسيتي من الشعب وإن شاء الله أكون عند حسن ظن الناس الذين استقبلوني أفضل استقبال بعد خروجي.

 

عندما وصلت إلى المناطق المحررة رأيت الدمار في كل مكان، وكدت لا أعرف بعض المناطق لشدة الدمار فيها، وكنت سعيد بتحرير المناطق، وعند دخولي قريتي وجدت الجميع بانتظاري، ينتظرون ابن القرية الذي غاب عنهم خمس سنوات في المعتقل.

 هذا النظام مجرم، فرقني عن عائلتي كل هذا الزمن، والألم موجود في القلب وليس في الجسد فقط.


  

مواد شبيهة