في أوائل يناير/كانون الثاني، تلقت امرأة تبلغ من العمر 30 عاماً تدعى هند – وهو اسم مستعار لحماية هويتها – تهديدات بالقتل في المخيم من رجال يطلقون على أنفسهم صفة مقاتلي الدولة الإسلامية.
01 / نيسان / أبريل / 2021
*مع العدالة | ترجمات
المصدر: Middle East Eye
عندما هربت فاطمة وعائلتها من الميليشيات الطائفية الدموية التي حكمت على مسقط رأسها الموصل، العراق، في أوائل عام 2018، ظنوا أنهم كانوا متجهين بعيداً عن المخاطر، وليس نحو خطر مميت. وفي مارس/آذار، تم تهريب فاطمة، 28 عاماً، وزوجها وطفليها عبر الحدود الشمالية الشرقية لسورية. وخططوا لشقّ طريقهم عبر سورية إلى إدلب، في شمال غرب البلاد، ثم على طول أحد طرق التهريب العديدة إلى تركيا.
لكن تم اعتقال الأسرة بعد فترة وجيزة من عبور الحدود من قبل قوات سوريا الديمقراطية – وهي تحالف مدعوم من الولايات المتحدة من المقاتلين الأكراد والعرب – الذين اعتقدوا أنهم ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
اقتادتهم قوات سوريا الديمقراطية إلى مخيم الهول، وهو معسكر صحراوي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا للاشتباه بانتمائهم لعائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت فاطمة، التي أخفت لقبها خوفاً من انتقام داعش أو قوات سوريا الديمقراطية”: “لم أرَ زوجي منذ أن اعتقلته قوات سوريا الديمقراطية“. وأنا لم أتخيل أبداً أنني سأنتهي مع طفليّ في مخيم مثل السجن. و “أعترض دائماً على تسمية هذه الصحراء المسيجة بأنها مخيم. الهول مثل الجحيم الصغير“.
اغتيال واعتقال
يعتبر الهول، الذي يضم أكثر من 63 ألف شخص من خلفيات مختلفة، معظمهم نساء وأطفال –سوريون وعراقيون– أكبر مخيم تحت سيطرة السلطات الكردية، التي حذرت من أنه يظهر “أي المخيم” كأرض خصبة للتطرف.
وبحسب مصادر نقلتها وسائل إعلام محلية، أن سبعة مواطنين عراقيين إضافة إلى نازح سوري لقوا مصرعهم في المخيم خلال الأسابيع الأخيرة. حيث أطلق القتلة النار على الضحايا في خيامهم باستخدام أسلحلة مزودة بكواتم للصوت.
نساء وأطفال من جنسيات عديدة (60 دولة) محتجزون في مخيم الهول الصحرواي-أنترنت.
كما سجل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” (SOHR)، ومقره بريطانيا، حوالي 40 جريمة قتل في الهول منذ بداية هذا العام.
وتقول “السلطات الكردية” إن المتعاطفين مع داعش يقفون وراء معظم عمليات الاغتيال، بينما قالت مصادر “إنسانية” إن الخلافات القبليةقد تكون وراء بعض عمليات القتل.
وذكرت وكالة “فرانس برس” يوم الثلاثاء أنه تم إلقاء القبض على 53 شخصاً في المخيم ضمن إطار عملية مستمرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، قال مسؤولو قوات سوريا الديمقراطية إنها ستستمر لمدة 10 أيام على الأقل.
غادرت فاطمة وعائلتها العراق خوفاً من عنف الميليشيات التي سيطرت على الموصل بعد سقوط داعش. لكنها تقول إن وضعها اليوم أسوأ.
وأضافت “نعيش بين خيارين سيئين. خلايا تنظيم الدولة تسيطر على سكان المخيم بالاغتيالات والتهديدات، بينما تغلق قوات سوريا الديمقراطية جدران هذا المخيم وتمنعنا من المغادرة دون كفالة”؛ مستخدمة اسماً بديلاً لداعش.
مسدس كاتم صوت – صورة تعبيرية
“ستقابل قريباً نفس المصير”
في أوائل يناير/كانون الثاني، تلقت امرأة تبلغ من العمر 30 عاماً تدعى هند – وهو اسم مستعار لحماية هويتها – تهديدات بالقتل في المخيم من رجال يطلقون على أنفسهم صفة مقاتلي الدولة الإسلامية، وفقاً لصديق لها داخل الهول، تحدث إلى “ميدل إيست آي- Middle East Eye” شريطة عدم الكشف عن هويته.
وكانت الرسائل الأولى، على تطبيق “واتساب“، تهديدات بقتلها هي وشقيقها عبد الله البالغ من العمر 13 عاماً لتعاونهما مع قوات سوريا الديمقراطية داخل المخيم وتزودهم بمعلومات.
وفي مكالمة مسجلة حصلت عليها “ميدل إيست آي- MEE”، يمكن سماع هند تنفي الاتهام لأحد أعضاء التنظيم، الذي يقول إنه رآها تتحدث إلى أشخاص في سوق المخيم.
وتقول هند في المكالمة إن قوات سوريا الديمقراطية أحضرت إليها ثلاثة من مقاتلي تنظيم الدولة المشتبه بهم، مضيفة: “لم أعطهم أي أسماء، أقسم على ذلك”.
وتحدث صديق هند لموقع Middle East Eye، إن تنظيم الدولة الإسلامية قتل عبد الله بعد التهديد الأول، دون إعطاء تفاصيل حول التوقيت والطريقة.
تسأل هند “عنصر التنظيم المتصل”ماذا فعل عبد الله بك؟”.. “كان عبد الله مجرد طفل”.
يرد مقاتل التنظيم: “استمروا في هذا التجسس والتعامل مع المذنبين (قسد)، وستتبعون عبد الله”. “انتظري وانظري ما الرعب الذي يمكن أن تعيشيه”.
تقول هند قبل أن ينقطع التسجيل، “لا أحد يموت قبل يومه، حتى لو واجهتموني بمسدس كاتم وكل جيوش العالم لقتلي”.
- تم طعن هند حتى الموت في خيمتها بعد ثلاثة أيام.
لا مخرج
يجبر الفقر العديد من سكان الهول على العمل كمخبرين لقوات سوريا الديمقراطية مقابل الغذاء أو المساعدات أو المال، بحسب رغد المهدي، وهي امرأة سورية من مدينة الرقة في الشمال السوري وتعيش الآن في الهول مع أطفالها الثلاثة.
وتوضح السيدة المهدي أن “هذا بدوره يؤدي إلى قتلهم من قبل مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية» في المخيم، “لتعاونهم مع قوات سوريا الديمقراطية… خلايا داعش موجودة في كل مكان”.
“لا توجد سلامة لنفسي أو لأطفالي في هذا المخيم”. رغد ليس لديها منزل ولا تستطيع استئجار منزل. وتقول إن خيارها الوحيد هو العيش في خيمة داخل الهول. تبيع الخضار في المخيم لكسب المال لإطعام عائلتها.
في هذه الأثناء، لم تتعقب (فاطمة) زوجها بعد. وقالت “يتطلب الخروج من المخيم الكثير من المال، وكذلك وساطة قبليّة من المنطقة.
ليس لدينا أي من هذين الخيارين، لذلك نحن مجبرون على الاستمرار في العيش ضمن هذا الجحيم.”