#########

الضحايا

مصطفى أوسو: من سجون ميليشيات “PKK” الكردية في عفرين إلى أيدي ضبّاط نظام الأسد!   


ألقاب وأسماء الجلادين في سجون الميليشيات الكردية لا تختلف عن أسماء القتلة في زنازين نظام الأسد وحلفائه!!

17 / تشرين أول / أكتوبر / 2019


مصطفى أوسو: من سجون ميليشيات “PKK” الكردية في عفرين إلى أيدي ضبّاط نظام الأسد!   

 

“هناك الكثير من وسائل التعذيب.. أما أنا تعرضت كثيراً لصدمات العصا الكهربائية، فاحترق كامل جسمي، وأصيبت ذراعي الشمال ورجلي بالشلل المؤقت ما يقرب من ثلاثة أشهر”.

 

*مع العدالة

 

مصطفى محمود أوسو 47 عاماً– طبيب بيطري من مواليد 1972مدينة تل رفعت / ريف حلب الشمالي؛ يعمل الآن كمدرب في مجال الصحة المجتمعية وصحة الأغذية، ذكرَ لــ “مع العدالة” جانباً من تصرفات وانتهاكات الميليشيات الكردية المسلحة في عفرين بحق المدنييين وخاصةً العرب السوريين ؛ وقد تحدّث عن تجربة اعتقاله من قبل ميليشيا الــPKK” في مدينة عفرين قائلاً:   

أثناء عملي كطبيب معالج في مدينة عفرين التي تشكل نصف منطقة عملي، بتاريخ 14/10/2017 تم اعتقالي من قبل تنظيم الـ “PKK -حزب العمال الكردستاني” ونقلي بشكل مباشر إلى سجن” راجو” المعروف بالسجن الأسود.. والذي يضم أعداداً كبيرة من السجناء، وفيه من أقصى اليمين إلى اقصى اليسار، وأشخاص ليس لهم علاقة بأي عمل مسلح أو حتى عمل سياسي.

استغلت قوا ت الـ” PKK” والـ” PYD – حزب الاتحاد الديمقراطي”  مدينة عفرين  كونها المنفذ الوحيد بين إدلب والريف الشمالي المحرّر، وقامت باعتقال الآلاف، وكانت تفرج عن بعضهم إما بمقابل مبالغ مالية طائلة، أو عن طريق مبادلة بين معتقلين مسلحين تابعين لهم لدى الجيش الحر؛ وهذا كان الهدف الأساسي من عمليات الاعتقال.  طبعاً، هذه العمليات كانت تتم بنتسيق بشكل مباشر مع النظام السوري، حيث يتواجد الكثير من ضباط النظام برفقة قوات الــ”PKK” والــ”PYD”  في عفرين.

 

 

يضيف الدكتور” أوسو” خلال حديثه عن أوضاع الاعتقال والمعتقلين في سجون الميليشيات الكردية المسلحة: “بعد نقلي إلى السجن الأسود، وهو اسم على مسمى، حيث يخضع المعتقلون لجميع أنواع العذاب الجسدي والنفسي، التقينا بأشخاص مرضى ويعانون من إعاقات، وهناك أطفال معتقلون بعمر 10 أو 11 سنة، علاوة على وجود متخلفين عقلياً، لا نعرف على أي أساس تم اعتقالهم!

فالقوات الكردية لديها ثلاث سجون في عفرين؛ السجن الأول هو “راجو” الذي كنتُ فيه، ويقع في مدينة راجو شمال غرب عفرين، ويضم ما بين 250 شخصاً إلى 300 بشكل دائم. وفي هذا السجن أنت محروم من جميع حقوقك – لا زيارة، ولا أي شيء من المعاملة الإنسانية، وينكرون وجود أي اسم يتم السؤال عليه، وهذا ما حدث معي أنا شخصياً، حيث بعد اعتقالي، قام أقربائي  بزيارة السجن والاستفسار من أجلي، فنكروا وجودي، وبقيت قرابة الشهر، لا أحد يعلم عني أي شيء.

 

ثمة أبرياء وهناك أشخاص تركوا العمل المسلح ضد النظام منذ سنين ولم يقاتلوا التنظيمات الكردية، ونساء وأطفال، بالإضافة إن كنت تمتلك شريحة خط هاتف تركي، تتهم بأنكَ عميل!

 

التعذيب في السجن الأسود “راجو”:

يكمل “أوسو” حديثه عن التعذيب في السجن الأسود: “هناك الكثير من وسائل التعذيب، أما أنا تعرضت كثيراً لصدمات العصا الكهربائية، فاحترق كامل جسمي، وأصيبت ذراعي الشمال ورجلي بالشلل المؤقت ما يقرب من ثلاثة أشهر”.

ومن الطرق الأخرى، الغمر بالتراب، أو السحل عن طريق سيارات الدفع الرباعي بواسطة حبل، ورمي المعتقل في حفرة المجارير التي تحتوي على مياه آسنة وفضلات بشر وحيوانات، والضرب بالعصي حتى كسر العظام، والإيهام بالغرق، بعد أن يضعوا رأس الضحية في المياه مع الضرب. أما التعذيب النفسي كان شديداً جداً، وبالأخص أثناء التحقيق؛ كانوا يهددون بالقتل، ويطلقون الرصاص الحي أحياناً على أطراف المعتقل أو في بطنه.. ونحن شاهدنا أكثر من حالة، منهم أشخاص دخلوا إلى السجن وقد تعرضوا لهذه الانتهاكات.

 

“صورة من داخل السجن الأسود – راجو”

 

السجن الثاني هو سجن “جنديرس” المخصص للأشخاص المحكومين، وكان أفضل نسبياً من السجن الأسود، لكنه سيئ من ناحية المعاملة العنصرية والتفرقة ما بين العرب والأكراد، ويستغلون في أكثر الأحيان عدم معرفة أغلب المعتقلين باللغة الكردية لتمرير الأكاذيب والخداع والشتائم.

أما السجن الثالث فهو سجن “المغارة” أو سجن “جهنم”، وهو عبارة عن كهف في أحد الجبال المحيطة بمدينة راجو، والكثير من الأشخاص الذين تم اعتقالهم في هذا السجن لا يعلمون أسباب اعتقالهم، وأغلبهم من العرب الذين كانوا ضمن صفوف الـ” PKK”.  وكان القائمون على هذا السجن يعاملون العرب بشكل بشع وعنصري، أما الأكراد المحتجزون لديهم، فمعاملتهم جيدة، ويدعمونهم بالطعام والدخان، ويميزونهم برئاسة المهاجع والسلطة على المساجين الذين معهم.

وفي أفضل الحالات، إذا خرج أحد المعتقلين من سجن المغارة تكون لديه عاهة دائمة! حيث 30 إلى 40 % لا يخرجون كونهم في عداد الموتى جرّاء التعذيب.

 

  • ألقاب وأسماء الجلادين في سجون الميليشيات الكردية لا تختلف عن أسماء القتلة في زنازين نظام الأسد وحلفائه!!

 

يذكر الدكتور “أوسو” ألقاب ثلاثة سجّانين قابلهم:

“أذكر بعض أسماء السجّانين أو الجزارين، وهم بألقاب دموية: شخص اسمه جرّاح – أبو الموت – والبلدوزر؛ وكان الأخير هذا، هو من حقق معي، وقد تذوقت أصناف عذاب قاسية على يديه – فهو لا يمت للإنسانية بصلة إلا بالمظهر الخارجي”.

ويكمل: مع بداية عملية “غصن الزيتون” في نهاية الشهر الأول 2018 تم نقلنا إلى سجن “معراتة” وهي قرية صغيرة تبعد عن عفرين بنحو 3 كم؛ وقد كان هذا السجن للمدنيين، لكن تم إفراغه وتحويله لمعتقلي سجن راجو. فقاموا هناك بالتحقيق معي أربع مرات، وكانت امرأة هي المحققة في المرة الأخيرة، حيث قالت لي إنه سوف يتم تسليمنا لفرع أمن الدولة في حلب. فلم أتفاجأ، فأنا استنتجت مسبقاً ذلك، حينما زارنا ضباط في سجن راجو ومعراتة يتكلمون باللجهة (العَلَوية).

 

بتاريخ 12 / 3 / 2018 تم نقلنا إلى فرع أمن الدولة بحلب، بعد أن دخلت حافلات كبيرة إلى السجن بدعوى نقلنا إلى أهالينا، لكن كانت هذه خديعة.

 

  • سجون النظام معروفة تماماً، هنالك أطفال ونساء، ومئات المعتقلين في زنازين ضيقة.

 

بدأ التحقيق معي بطرق غير إنسانية: كسور وجروح، حرق، وهناك من قتل بشكل مباشر. بقينا في فرع أمن الدولة ثلاثة أيام، ومن ثم رحّلونا إلى دمشق، مقيّدين، في سيارات لا تصلح للحيوانات.

تم فرزنا في دمشق: حملة السلاح، والقصّر، وأطفال…إلخ؛ وبعد جلسات عذاب، تم تحويلي إلى القصر العدلي، وإخلاء سبيلي تحت مسمى عملي كطبيب بيطري في زراعة حلب، بشرط ألا أعود إلى المناطق المحرّرة. والكثير من الأشخاص لم نعد نعرف أين توجهوا بهم؛ إذ لايتجاوز عدد المفرج عنهم لهذا اليوم سوى 25 شخصاً، من بين 650 شخصاً من سجن راجو والمغارة ومعراته، وجنديريس، وأنا متابع هذا الموضوع.. وثمة من خرج من سجون عفرين برشوة مالية قبل تسليمهم للنظام، وقدرها تتراوح بين 15 إلى 20 ألف دولار للشخص الواحد بصرف النظر عن التهمة الموجهة إليه.

 

“صورة لمدخل بلدة راجو في عفرين”

 

وأخيراً والنقطة الأهم والأخطر في تلك السجون، وهي عندما يتم إلقاء القبض على عنصر من عناصر “داعش”، وخاصة من الجنسيات غير السورية، ويتبيّن معهم أثناء التحقيق أنه كان بمهمة تفجير في الممحرر  أو إعزاز أو قرى إدلب، تقوم القوات الكردية مع ضباط النظام بإطلاق سراحه بذريعة أنه لا توجد عليه تهمة؛ ومنهم دواعش من ليبيا أخرجوهم بعد أن استفادوا وتعلموا منهم طرق عمليات التفخيخ، والتلغيم في المناطق المدنية.  

 

مواد شبيهة