#########

الضحايا

“نجوى” صحفية ممنوعة من مغادرة سجن عدرا إلا ميتة


المُعتقلة "نجوى" في السادسة والعشرين من عمرها، خريجة صحافة وإعلام، تنحدر من إحدى قرى الريف الدمشقي، متزوّجة ولديها طفلة صغيرة، تمتاز بالهدوء التام، تلتزم مكان منامتها لساعاتٍ طويلةٍ تقضيها في قراءة الكتب الروائية المسموح إدخالها إلى السجن

02 / كانون الثاني / يناير / 2019


“نجوى” صحفية ممنوعة من مغادرة سجن عدرا إلا ميتة

 

*المصدر: زمان الوصل

 

 

تروي هذه الأحداث السجينة السابقة عائدة الحاج يوسف، التي كانت مسجونة مع الفتاة صاحبة القصة… 

 

حجبت “زمان الوصل” الأسم الحقيقي لنجوى لضرورة أمنية… 

“التسوية” أو “المُصالحة” فرصة لا تُعوّض لدى أي سيّدة مُعتقلة في سجون الأسد الإجرامية لخلاصها من سطوة سجانيها وعذابات المُعتقل المعنوية والجسدية، لكن العقيد “عدنان سليمان” مدير سجن عدرا المركزي رفض قائمة كاملة أرسلتها ما يطلق عليها “لجان المصالحة الوطنية” تحتوي أسماء السيّدات المُعتقلات المشمولات بالتسوية فقط لورود اسم المعتقلة “نجوى” فيها.

أتذكّر حينها، قال العقيد صارخاً أثناء التأمين المسائي “لن تخرج نجوى من السجن حيةً حتى لو اضطررت لدفعها من السطح ودفنها في حديقة السجن”.

المُعتقلة “نجوى” في السادسة والعشرين من عمرها، خريجة صحافة وإعلام، تنحدر من إحدى قرى الريف الدمشقي، متزوّجة ولديها طفلة صغيرة، تمتاز بالهدوء التام، تلتزم مكان منامتها لساعاتٍ طويلةٍ تقضيها في قراءة الكتب الروائية المسموح إدخالها إلى السجن.

كانت معروفةً بنشاطها في “المجال الإعلامي”، ونقلت انتهاكات نظام الأسد بحق المدنيين وأخبار ريف دمشق للرأي العام عبر وسائل إعلام مناوئة للنظام الإجرامي.

وقعت “نجوى” بيد مُجرمي الأسد في عام 2014 أثناء مرورها على أحد الحواجز الأمنيّة وسط العاصمة بفضل مُخبرين مُتعاونين مع السلطات، وزُجّت في “زنزانةً انفراديةً” بفرع “الأمن الجوّي” لمدّة عام، تعرّضت خلالها لأقسى أشكال التعذيب المعنوي والجسدي، حرمانٌ من الهواء والماء والطعام وتعذيب بالضرب والكهرباء والشبح.

نُقلت بعدها “إيداعاً” لسجن عدرا المركزي، وأوقفها القاضي بتهمة تمويل الإرهاب، هناك ذاقت شكلاً جديداً من العذاب والقهر، تجسّد بنقلها كُل أسبوع بين الأجنحة والأقسام لا سيما أجنحة القتل والسرقة والجرائم الأخلاقية، بالإضافة لمراقبتها بشكلٍ ملحوظ من المتعاونين مع إدارة السجن.

بالرغم مّما تعرّضت له لم تستسلم بوجه الظلم، وكانت دائماً تُحرّض السيّدات المُعتقلات على إدارة السجن والضبّاط والمتعاونين معهم كـ”ميريانا وفريقها”، الأمر الذي زاد من نقمتهم عليها.

أكثر ما يُؤرق السجّان تسريب أخبار السجن لوسائل الإعلام، وعند كلّ نشرةٍ إخباريةٍ تنقل معلومات عن انتهاكات داخل السجن يقوم العناصر بتفتيشه كاملاً دون نتيجة، إلى أن وشت إحدى السيّدات بـ”نجوى” التي كانت تنقل الأخبار عبر لفافات ورقية صغيرة تسربها خارج السجن بعد وضعها في لعبةٍ صغيرةٍ تُقدّمها لطفلتها أثناء الزيارة.

أصاب إدارة السجن جنون رهيب، فتّشوا السجن بطريقة مرعبة، صادروا كافّة الكتب والدفاتر والأقلام، هددوا بإنزال أقسى العقوبات بحقّ أيّة سيّدة تُخفي قلماً، وصنعوا من بوفيه “جناح الإرهاب” زنزانةً انفراديةً مُخصصةً لـ”نجوى” وضعوها فيها، مانعين عنها الزيارات ومُعاقبين أيّة سيّدة تقترب منها أو تُحادثها في آخر أيّام وجودي بسجن عدرا كانت “نجوى” قابعةً في زنزانتها لثلاثة شهورٍ مُتتالية.

 

الرابط الأصلي للمادة ⇐ هنا