#########

الضحايا

“وفاء نجيب”: رفضني المجتمع وأهلي بسبب اعتقالي السابق في الثورة!!


في الاعتقال الثاني عانيت من حالة صحية سيئة بسبب اغتصابي من قبل محقق مجرّد من الإنسانية وشرس جداً

18 / حزيران / يونيو / 2020


“وفاء نجيب”: رفضني المجتمع وأهلي بسبب اعتقالي السابق في الثورة!!

 *مع العدالة | ضحايا

 

وفاء نجيب من ريف دمشق تروي قصة اعتقالها مرتين من قبل عناصر تابعين للمخابرات السورية قائلة: “كانت 19 عاماً عندما انطلقت ثورة السوريين ضد الطغيان، فشاركت في المظاهرات وساهمت في إغاثة المهجرين والنازحين.

اعتقلت عند أحد الحواجز دون سبب، وتنقلتُ عبر أكثر من سجن ومعتقل، حتى خرجتُ دون محاكمة. وبعد شهرين من خروجي تزوجت، وجاء الاعتقال الثاني، وكنتُ حامل بالشهر الثامن، حيث بقيت سنتين في المعتقل، عاملني خلالها المحققون بوحشية رغم أنني حامل؛ دون رحمة أو شفقة.

تضيف السيدة “نجيب” عن تفاصيل اعتقالها الأول” في الاعتقال الأول كنت أعمل في إغاثة المهجّرين بالإضافة الى التوعية الاجتماعية وكنت في منطقة محاصرة وعندما خرجت من المنطقة وقعت في كمين للأمن، وتم تحويلي أنا وسائق التكسي وصديقتي إلى “فرع 224 “واتهموني بقتل ضابط وخطف عناصر وهذه التهمة وجهت إليّ من قبل محقق فاشل  لأنني لم أرتكب في الحقيقة أية جريمة وليس لدي فكرة عن الإرهاب.

 

 

وعن قسوة الاعتقال والمعاملة السيئة تقول السيدة نجيب: “الذي عشته في الاعتقال هو العنف والقسوة والوحشية حيث عاملوني بطريقة شرسة جداً، ولم يرحموا أحداً، وخلال التحقيقات نحن لا رأي لنا، ولا نستطيع الإجابة على شيء أو قول أي شيء للدفاع عن أنفسنا!

وعندما تم أخذنا كانت أعيننا مغمضة (مطمشة) لكي لا نعرف الطريق ولا نعرف إلى أين يأخذوننا. وفي أقبية السجون كانت هناك فظائع، يعجز عن وصفها الكلام؛ كانت الجثث تملأ الأروقة والزنازين مكتظة بالنساء والأطفال.

 

الأفرع الأمنية متشابهة والسجون عنوانها التنكيل والوحشية

في سجن عدرا بقيت عامين ولم أكن أعرف أي شيء عن أهلي بسبب عدم  إمكانية تواصلي معهم  وهم لم يعرفوا شيئاً عني أيضاً.

انتقلت  في 15/5/2014  من عدرا إلى أمن الدولة، لكن بالصدفة، إحدى صديقاتي تأتي إلى المحكمة وتقدّم ورقة كفالة باسمي، وكان الملف الخاص بي متوقف لأنه لم يحركه أحد ولم يتابعه أحد. فيتم دفع المال للقاضي ليقوم بطلبي إلى الجلسة ويأمر بإخلاء سبيلي في شهر حزيران، لكنني لا أذكر اليوم بالتحديد، لأن الاعتقال تسبب لي بخلل في الذاكرة وخوف دائم وانعدام ثقة ..!

 

بعد أن خرجتُ من المعتقل بشهرين تزوجت وتابعت عملي في الإغاثة.

تزوجت في 1/9/2014 وبــ 15/5/2015 تم اعتقالي الثاني، على حاجز في جنوب دمشق في منطقة القزاز؛ والحاجز لفرع الدوريات وكانت التهمة هي العمل في التنسيقيات وتوثيق الأحداث وتمويل الإرهاب

في السجن كنا أحياء أمواتاً، تم تجريدنا من كل شيء، حتى مشاعرنا؛ كنت لا أستطيع البكاء، والضحك،لأنني بكيت كثيراً حتى جف دمعي.

 

التعذيب يتضمن الشبح والقصع، إضافة إلى الإهانات والشتائم، والناجون أقل ممن تم قتلهم تحت التعذيب .

أيضاً وجود القمل والجرب ورؤية الأموات جعلت حالتي النفسية سيئة جداً، وإلى الآن أعاني من عقد نفسية مثل الخوف الشديد من أي شي ومن أي صوت.

 

  • في الاعتقال الثاني عانيت من حالة صحية سيئة بسبب اغتصابي من قبل محقق مجرّد من الإنسانية وشرس جداً.

أول خمس أيام من اعتقالي الثاني دخلت المستشفى، بسبب الوضع السيئ للجنين ، ثم أحالني المحقق إلى فرع 227 وهناك كانت التعذيب مضاعفاً وكان عدد النساء الموجودات كبير جداً ، في كل زنزانة 15، بينما في سجن عدرا كنا في كل زنزانة 35 فتاة.

المعتقلات السابقات بحاجة إلى تبني ودعم نفسي والمشكلة أن المعتقلة تواجه برفض الأهل والمجتمع وتصبح حياتها أصعب،وأنا أدعو إلى إيجاد كيان لمساعدة المعتقلات وإعانتهن، والذين وقفوا معي هم فقط صديقاتي اللاتي تعرفت إليهن داخل الأفرع، أما الأهل فقد تخلّوا عني، والمجتمع لم يكن يتقبلني !

عندما خرجت لم يستقبلني أهلي، وقالوا أنني بالنسبة لهم ميتة، فذهبت إلى صديقاتي، وأنا إلى الآن لم أحصل على دعم من أي جهة لا اجتماعياً ولا عائلياً، ولا من أي جهة أخرى كمعتقلة؛ والآن تزوجت ولدي طفلة وصبي.

 

الشيء الذي أتمناه هو أن يتم إنشاء مشروع لدعم المعتقلات السابقات وتأمين فرص العمل لهن.


  

مواد شبيهة