#########

الضحايا

“أم محمد”: رأيتهم يضعون كيساً في “حلق” المعتقل حتى يختنق ويفارق الحياة


فقدت الأمل في الخروج نهائياً، وظننت أنني لن ألتقي بأولادي بعد الآن، واستسلمت لحالة السجن في عدرا وظننت أنني سأموت هناك ونسيت كل ما يوجد خارج جدران السجن.

21 / آب / أغسطس / 2020


“أم محمد”: رأيتهم يضعون كيساً في “حلق” المعتقل حتى يختنق ويفارق الحياة

*مع العدالة | ضحايا 


السيدة أم محمد من ريف دمشق – الغوطة، تروي قصة اعتقالها لمدة عامين في أكثر من فرع أمن وسجن لدى النظام السوري، قائلة: 

في نهاية صيف عام 2013 كنت ذاهبة إلى دمشق لشراء بعض الحاجيات للمنزل ولأطفالي، فتم اعتقالي على حاجز المليحة، وساقوني إلى الفرع.

تعرضت داخل فرع المنطقة في المزة لتعذيب شديد، بكل أنواع التعذيب، وطلب مني المحقق أن أعترف بأنني أعمل مع الإرهابيين، فحلفت له أنني لست مع الإرهابيين، فقام بضربي وتعذيبي، بالكهرباء، وضربني بحذائه، وأجبرني على قول ما يريده، فقلت له نعم أنا أتعامل مع الإرهابيين ليتركني فقط.

 

وحول سادية عناصر النظام وأساليب التعذيب لديهم حتى الموت تكمل أم محمد: 

وكان التعذيب يصل إلى حد القتل، إذا كان المعتقل رجلاً أو شاباً؛ رأيتهم يضعون كيساً في “حلق” المعتقل ويتركونه حتى يختنق ويفارق الحياة.

وشاهدت امرأة تبلغ من العمر 65 عاماً قاموا بتعذيبها على بساط الريح ثم قاموا بحرقها على عدة أماكن من جسدها، وأعادوها إلى الزنزانة بحالة سيئة جداً.

وكانوا يضربون النساء الحوامل حتى يسقط الحمل، ويشتمونها ويقولون لها هذا الطفل إرهابي لا يجب أن يولد.

وكان الطعام يومياً عبارة عن رغيف خبز وحبة بندورة وحبة بطاطا.



بقيت إلى أن انتهت فترة التحقيق معي في الفرع، وكانت ثلاثة أشهر، ثم قاموا بنقلي إلى سجن عدرا، وبقيت هناك أكثر من عامين، وبعض المعتقلين حكموا عشرين عاماً، والبعض ثمانية أعوام، وتصدر هذه الأحكام عن محكمة الإرهاب.

رأيت في عدرا معتقلين أمضوا سنوات طويلة، وغالبيتهم لا يعرفون شيئاً عن عائلاتهم، وفي الوقت ذاته عائلاتهم لا تعرف شيئاً عنهم.

وكانت معي معتقلات من جميع المناطق السورية، من داخل الشام، ومن المحافظات الأخرى، وكنا أنا والسجينات الأخريات نتعامل مع بعضنا كالأخوات، فكلنا في نفس المصيبة ونحتاج لدعم بعضنا بعضاً.

وهناك أفرع أمنية أخرى تم أخذي إليها، منها فرع كفرسوسة وفرع ركن الدين، ولا أعلم سبب ذلك حتى الآن.

حتى فقدت الأمل في الخروج نهائياً، وظننت أنني لن ألتقي بأولادي بعد الآن، واستسلمت لحالة السجن في عدرا وظننت أنني سأموت هناك ونسيت كل ما يوجد خارج جدران السجن.

 

الكوابيس والنجاة: 

لقد ترك التعذيب أثره النفسي علي، حيث صرت أرى الكثير من الكوابيس، وأحلم بأولادي، وما زلت أعاني حتى اليوم من آلام حادة في ظهري بالعمود الفقري.

ولكنني خرجت بعملية تسوية، حيث جمعوني مع الذين أنهوا مدة حكمهم ونقلونا إلى فرع آخر وقاموا بتسوية أوراقنا، ثم أطلقوا سراحنا.


رغم أنه لم يصدر حكم بحقي، وكنت لمّا أزل أحضر إلى جلسات المحاكمة خلال فترة عامين ونصف.

عندما خرجت، كان أهم ما أنتظره هو رؤية أولادي، وكان هذا سبب فرحي بإطلاق سراحي، فقد كانت طفلتي الصغيرة عمرها 6 أشهر يوم اعتقالي وأخذوها مني، وعلمت بعد خروجي أنها بقيت مع النظام 11 يوماً، إلى أن أعادوها إلى المنزل وسلموها لوالدها.


  


مواد شبيهة