مرة كان علينا أن ننقل ثلاث جثث بينما في يوم آخر نقلنا 13 جثة. كانوا سجناء ماتوا تحت وطأة التعذيب خلال استجوابهم أو من المرض بسبب الأوضاع الصحية البائسة.
27 / أيلول / سبتمبر / 2018
تعاني الشخصيات التي رسمها نجاح البقاعي بالحبر الأسود، الألم واليأس تحت وطأة تعذيب يقول الفنان السوري الذي يعيش في المنفى إنه تعرض له وشاهده عندما اعتُقل مرتين في سجون نظام بشار الأسد.
ويصور أحد الرسوم مجموعة من الرجال شبه عراة يتعرضون للضرب، فيما يجسد رسم آخر رجلا على ظهره يرفع رجليه بحيث تصلان إلى رأسه وهو مقيد بين لوحين ثقيلين من الخشب.
يقول البقاعي الذي يعيش حالياً في فرنسا: “كنا ما بين 190 و220 شخصاً في هذه الغرفة التي يبلغ طولها 16 متراً وعرضها ثلاثة أمتار. هناك كانت تجري جلسات الاستجواب حيث كان الجلادون يستخدمون أساليب مختلفة”.
ويضيف: “لكن أسوأ شيء كان نقل الجثث. في مرة كان علينا أن ننقل ثلاث جثث بينما في يوم آخر نقلنا 13 جثة. كانوا سجناء ماتوا تحت وطأة التعذيب خلال استجوابهم أو من المرض بسبب الأوضاع الصحية البائسة”.
ومنذ بدء الاحتجاجات في سوريا عام 2011 واعتقال المعارضين للنظام، يرفض الأخير الاتهامات التي توجه إليه، باستخدام التعذيب الممنهج وعمليات الإعدام التي تجري في المعتقلات، لكن بعد سنوات من من صمت النظام بدأ الأخير يُقر بوفاة المئات بالمعتقلات من خلال إبلاغ دوائر النفوس بذلك.
وقال البقاعي في منزله بضاحية في باريس: “أشعر أن من واجبي أن أواصل الثورة.
إذا ما توقفت عن الرسم في هذا الموضوع فهذا يعني أنني استسلمت وقلت للأسد: أجل لقد انتصرت في الحرب علينا”.
وأشار البقاعي إلى أنه اعتُقل أول مرة لمدة 11 شهراً في عام 2011 في الفرع رقم 227 قرب العاصمة دمشق، وفي 2014، اعتقل ثانية على الحدود مع لبنان وهو يحاول مغادرة سوريا بعد أن اختبأ عامين في منزل عائلة زوجته.
ومنذ عامين ونصف عاد البقاعي إلى فرنسا، حيث كان قد درس الرسم في بداية التسعينات، ويعيش هناك مع زوجته عبير وابنته التي تبلغ من العمر 16 عاما.
والرسم مداواة له. ولأن مشاهد السجن والتعذيب تسكنه يعجز البقاعي عن رسم أي موضوع آخر منذ سنوات، ويقول: “يقول ”كل مرة أحاول تغيير موضوع رسوماتي.. أعود لنفس الشيء”.
المصدر: وكالة رويترز