#########

الضحايا

تعهد “لن يتكرر أبداً” يموت في سجون الأسد !


داخل الفرع 215، بين جلسات التعذيب، أُجبر عمر على ترقيم الجثث. وقد وضعت المئات من هذه الجثث في مستشفى يعرف باسم 601، حيث تم تصويرهم من قبل ضابط في الشرطة العسكرية يُعرف باسم "قيصر"، الذي نجا بعد ذلك، ولاذ بالفرار من سورية

12 / شباط / فبراير / 2019


تعهد “لن يتكرر أبداً” يموت في سجون الأسد !

 

*مع العدالة 

 

 

 

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية منذ أيام مقالاً للكاتب جوش روجن   يتحدّث فيه عن وعود الإدارات الأمريكية المتعاقبة والتزاماتها، خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية، حول المجازر التي ارتكبت بحق الأقليات واليهود في المعسكرات النازية، بأنها “لن تتكرّر قطعاً.”

إذ يسأل الكاتب مخاطباً “ترامب” بأن نظرة واحدة إلى سورية تكفي لتأكيد فشلنا هناك في إيقاف المجازر والانتهاكات بحق السوريين.

 وكما يقول الكاتب إن “قانون غودوين الذي ينص على أنه كلما طال أمد أي نقاش سياسي، كلما ازداد احتمال المقارنة بين النازيين أو أدولف هتلر؛ وتذكير برعب المحرقة. أما بالنسبة لضحايا “بشار الأسد” من السوريين، فإن المقارنة ملائمة.” وعلينا فقط أن نسأل “عمر الشغري” السوري الذي عانى من أسوأ الفظائع في سجون النظام السوري.

ففي رد على خطاب ترامب السنوي يقول الشغري” ما يحدث في سورية هو محرقة. الفرق أنه ما يزال لدينا الوقت لفعل شيء لإيقاف المحرقة.”

 

 يذكر الكاتب في مقاله مراحل اعتقال عمر الشغري المنحدر من مدينة البيضا السورية، ومعاناته أثناء اعتقاله وبعد مقتل أفراد عائلته جميعاً والكثير من أهل قريته في مجزرة البيضا عام 2013، من قبل جماعات تنتمي إلى الأجهزة الأمنية والجيش التابعين للنظام السوري.

 

 داخل الفرع 215، بين جلسات التعذيب، أُجبر عمر على ترقيم الجثث. وقد وضعت المئات من هذه الجثث في مستشفى يعرف باسم 601، حيث تم تصويرهم من قبل ضابط في الشرطة العسكرية يُعرف باسم “قيصر”، الذي نجا بعد ذلك، ولاذ بالفرار من سورية، مسرّباً أكثر من 55000 صورة قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقق منها كدليل على فظائع الأسد الجماعية.

 

يضيف كاتب المقال: تشكل هذه الأدلة أساساً لمعرض قيصر في متحف الهولوكوست التذكاري الأمريكي في واشنطن. وقد قال ستيفن راب، سفير جرائم الحرب السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إن هذا الدليل هو الأقوى منذ محاكمات نورمبرج، وإن “آلية الموت” للأسد، هي الأسوأ منذ النازيين.

شهد قيصر أمام لجنة مجلس النواب في عام 2015.  وقد وافق الكونغرس على مشروع قانون عقوبات، تم تسميته على اسم قيصر؛ تم عرض صوره في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، وبعد مرور عدة أعوام، لا يزال الفرع 215 يحصد مئات الضحايا. وإن سجون الأسد ليست سوى عنصر واحد من جرائم الحرب التي يرتكبها النظام، والتي تشمل المدن التي تتضور جوعاً، وقصف المستشفيات، واستخدام الأسلحة الكيميائية، كل هذا، أدّى إلى قتل ما يقدر بنحو نصف مليون من السوريين الأبرياء.

 

ما الذي يجب على الأسد فعله لتبرير المقارنة مع الهولوكوست؟ محاولة التطهير العرقي على نطاق واسع؟ قد حصلت. التعذيب الجماعي وقتل المدنيين في السجون؟ أيضاً قد جرى.  حرق الجثث وقتل الأطفال بالغاز؟ كل ذلك قد حصل.

 

 ينهي الكاتب مقالته مخاطباً الأمريكيين ” لا يهم ما يعتقده الأمريكيون. بالنسبة لجيل كامل من السوريين، فهذه هي محرقتهم. وعلى مدى السنوات القادمة، قد يستمر نظام الأسد في ذبح الآلاف، لكن الكثيرين سيعيشون ويعيشون ليحكوا قصصهم.

 

المادة من المصدر