#########

الضحايا

قصف بالفوسفور الحارق: حملة إرشادية في إدلب لتقليل الأضرار بين المدنيين


يعتبر قصف إدلب خرقًا لاتفاق “سوتشي” المبرم بين تركيا وروسيا، في 17 من أيلول 2018، والذي يتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام في إدلب

29 / آذار / مارس / 2019


قصف بالفوسفور الحارق: حملة إرشادية في إدلب لتقليل الأضرار بين المدنيين

 

 

*المصدر: عنب بلدي 

 

ينظم “الدفاع المدني السوري”، بالتزامن مع القصف المستمر الذي تشهده محافظة إدلب، سلسلة حملات إرشادية في المناطق التي يطالها القصف، يسعى من خلالها إلى توعية المدنيين وتخفيف الأضرار الواقعة عليهم جراء الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري على المنطقة.

بدأ “الدفاع المدني”، منذ منتصف آذار الحالي، بتوسيع حملاته الإرشادية مركّزًا على توعية المدنيين، حيال التدابير الواجب اتخاذها في حال القصف بقنابل فوسفورية، على وجه الخصوص.

الفوسفور الحارق على قائمة الحملة

الحملات تضمنت نشر مقاطع فيديو إرشادية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومعرّفات الدفاع المدني في “فيس بوك” و”تويتر”، بالإضافة إلى إلصاق منشورات في الطرقات العامة وتوزيع “بروشورات” على العائلات في المناطق التي يطالها القصف، تتضمن مبادئ السلامة العامة والطرق الواجب اتباعها حيال مختلف أنواع القصف.

قائد “الدفاع المدني” فرع جسر الشغور، أحمد يازجي، قال لعنب بلدي إن الحملة تغطي مناطق عدة في الشمال السوري، خاصة مناطق ريفي حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الجنوبي.

إذ صعدت قوات الأسد من قصفها على المنطقة، منذ مطلع شباط الماضي، ووصل الاستهداف إلى بلدة التمانعة بريف إدلب باستخدام الفوسفور الحارق، بحسب ما وثق “الدفاع المدني” السوري في 12 من آذار الحالي.

وأضاف يازجي أن “الدفاع المدني” يسعى في حملاته إلى مواكبة الأحداث، إذ نظم حملة توعوية في الفترة الماضية التي شهدت استهداف المنطقة بالقنابل العنقودية، أما الحملة الأخيرة فاستدعت التحذير من القنابل الفوسفورية، بعد استهداف بلدة التمانعة بها.

وأشار إلى أنه من الضروري تعريف المدنيين بماهية المواد الفوسفورية والأضرار الناجمة عنها وكيفية الوقاية منها والتصرف في حال أصيب بها أي شخص، مضيفًا أن مواقع التواصل الاجتماعي هي من أسرع الطرق للوصول للمدنيين، لذلك اختار “الدفاع المدني” نشر سلسلة إرشادية عبرها.

وعن فائدة حملات كهذه، قال يازجي إنها غالبًا ما تكون فعّالة ومؤثّرة، مشيًرا إلى أن الناس في مناطق القصف مندفعون لمساعدة المصابين، إلا أنهم في بعض الأحيان يحدثون ضررًا أكثر مما يساعدون، وبالتالي هذه الحملات ترشدهم إلى كيفية التصرف في الحالات الإسعافية.

وذكر مثالًا، “بعض الأشخاص يرشون الماء على الجلد المصاب بالفوسفور، لكنهم لا يعلمون أن رش الماء يزيد الحروق، كون الفوسفور يتفاعل مع ذرات الأوكسجين الموجودة في الماء”، وأضاف “الناس أصبحوا على دراية أكبر الآن”.

 

كيف نتصرف في أثناء القصف أو الإصابة بالفوسفور الأبيض الحارق؟

نشر “الدفاع المدني السوري” عبر مواقع التواصل الاجتماعي إرشادات لسلامة المدنيين من مادة الفوسفور الحارق، تضمنت ما يلي:

للوقاية:

– الاحتماء تحت الأسقف والابتعاد عن القصف قدر المستطاع، إذ يتسبب الفوسفور بضرر على مسافة 150 مترًا فقط.

– استخدام خرقة مبللة بالماء واستنشاقها للوقاية من الدخان الناجم عن القنابل الفوسفورية.

– عدم سكب الماء على كتلة الفوسفور المشتعلة لأننها تتفاعل مع الماء وتزداد اشتعالًا.

في حال الإصابة بالفوسفور:

– غرف مادة الفوسفور إذا لامست الجلد عبر قطعة معدنية (ملعقة مثلًا).

– عدم وضع ماء على الجلد المحترق لأن الفوسفور يتفاعل مع الأوكسجين.

– وضع مادة كاتمة على مكان الحرق تمنع وصول الأوكسجين (مثل الطين أو التراب).

– في حال أصاب الفوسفور العين، يتوجب غسل العيون بالماء البارد لمدة 15 دقيقة.

 

خروقات لاتفاق “سوتشي”

يعتبر قصف إدلب خرقًا لاتفاق “سوتشي” المبرم بين تركيا وروسيا، في 17 من أيلول 2018، والذي يتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام في إدلب.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 4594 خرقًا لاتفاق “سوتشي”، مشيرة في تقرير صادر في 22 من آذار الحالي إلى أن خرق الاتفاق تسبب بمقتل ما لا يقل عن 248 مدنيًا، بينهم 82 طفلًا أحدهم جنين و43 امرأة، وذلك منذ توقيع الاتفاق في 17 من أيلول الماضي حتى 14 من آذار الحالي.

وشهدت الخروقات أشكالًا عدة، من بينها وقوع خمس مجازر وما لا يقل عن 87 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية (بينها 17 دار عبادة- 19 مدرسة- ست منشآت طبية- أربعة أسواق).

وكذلك وثق التقرير 11 هجومًا بذخائر عنقودية وهجومًا واحدًا بأسلحة حارقة، جميعها وقعت على يد النظام السوري في محافظة إدلب.

 

 

المادة من المصدر