الانتهاكات الإنسانية بحق المدنيين العزل في منطقة الحولة
08 / تشرين أول / أكتوبر / 2019
إعداد التقرير: المحامي علي السواح
الموقع الجغرافي:
*هي عبارة عن تجمع سكاني مؤلف من مدينة تلدو ومدينة كفرلاها وبلدة تلذهب وقرية الطيبة الغربية، ويتبع لهذه المنطقة ثلاثة قرى وهي برج قاعي وكيسين والسمعليل وهي عبارة عن سهل منبسط محاصر بقرى موالية للنظام من كافة الجهات.
*يبلغ عدد سكانها حوالي مئة وعشرين ألف نسمة.
*تتبع منطقة الحولة إدارياً لمحافظة حمص حيث تقع إلى الشمال الغربي من مدينة حمص على بعد 20كم على طريق حمص- مصياف.
المنطقة كانت مهملة خدمياً نتيجة التهميش القسري من قبل نظام الأسد وحرمانها من أبسط الخدمات وهي الصرف الصحي.
كانت هذه المنطقة من أوائل المناطق التي انضمت وانطلقت بثورة الحرية والكرامة مما دفع النظام إلى التخطيط لتحطيم معنويات الأهالي بارتكابه العديد من الانتهاكات الإنسانية بحق المدنيين والتي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ومن أهمها مجزرة الحولة التي خطط لها وتم تنفيذها من قبل شبيحة النظام وعناصره الأمنية. وكذلك التهجير القسري الذي تعرض له أهالي منطقة الحولة، نذكر منه تهجير قرى (كيسين – تسنين – عقرب) التي تم إخلاء سكانها المدنيين قسرياً بالكامل، ومن ثم التهجير القسري إلى الشمال السوري، والعمل على تجهيل أبناء المنطقة من خلال تدمير المدارس بالكامل في مدن وقرى المنطقة ومنع إقامة الامتحانات الإعدادية والثانوية في المنطقة، وفصل طلاب الجامعة من جامعاتهم وطرد غالبية الموظفين من معلمين وإداريين تربويين، وكذلك تدمير كافة المؤسسات الخدمية (مراكز صحية – مشفى محتل – مؤسسات الكهرباء والمياه والبريد والسجل المدني- الزراعة ….. ) وإتلاف محتوياتها وطرد موظفيها تعسفياً. وعمد النظام إلى التضيق على المدنيين من خلال قطع المياه عن مدينة تلدو وفرض حصار كامل على المنطقة ومنع وصول المواد الغدائية والطبية ومنع جميع الخدمات الطبية عن المدنيين من أطفال ونساء وهدر حقوقهم، منها التطعيمات الدورية عن الأطفال ومنع الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وذلك من تاريخ المجزرة (أكثر من سبع سنوات). وعمل النظام على زيادة معاناة المدنيين من خلال الاعتقالات التعسفية للعديد من الموظفين أثناء عملهم الوظيفي وخلال ذهابهم وإيابهم إلى الوظيفة.
وتضيف أيضاً بأن المشفى العام الوحيد والذي كان يقدم خدماته إلى أهالي منطقة الحولة كافة تم احتلاله من قبل قوات النظام وتحويله إلى ثكنة عسكرية، وكذلك مؤسسة المياه أيضاً أصبحت من أكبر النقاط العسكرية في سورية.
وكان قد وقعت عدة اعتقالات جماعية لعدد كبير من النساء والأطفال خاصة عام 2012 حيث تم اعتقال ( 27 أمرأة وطفل- موثقين ) من قبل شبيحة النظام فقط لأنهم من منطقة الحولة ولا يعرف مصيرهم حتى تاريخه؛ كما أن العديد من المعتقلين قد تم تصفيتهم في سجون النظام تحت التعذيب أو التصفية الميدانية، منهم من تم تسليم جثته ومنهم لم يسلم لأهله إلا شهادة وفاة وهم موثقون أيضاً.
كما قام النظام وشبيحته بارتكاب العديد من عمليات القتل الجماعي في المنطقة وآخرها بتاريخ 13/11/2014 تم قتل بدم بارد راعٍ وطفله البالغ من العمر ثماني سنوات أثناء قيامه برعي أغنامه على أطراف منطقة الحولة وسلب أغنامه .
الوصول إلى المنطقة:
إن منطقة الحولة من المناطق التي فرض عليها حصار من كافة الجهات لمدة أكثر من سبع سنوات، ولم يكن يوجد أي طريق تسلكه السيارات للوصول إلى المنطقة، حيث كان المدنيون يحاولون تأمين الاحتياجات الضرورية من خلال سلوك طريق وعر جداً، مشياً على الأقدام مسافة 10 كيلو متر ومعظمها ليلاً تخفياً عن أنظار القناصين من القرى الموالية للنظام (كفرنان–الزارة– جدرين)؛ حيث قضى العديد من المدنيين نحبهم في سبيل تأمين مسلتزمات العيش الضرورية لأبناء المنطقة وهم في هذا الطريق، وفي فصل الشتاء كان يتم استخدام الحمير لنقل المواد الغذائية والتي كانت لا تكاد تسدّ الحد الأدنى من مستلزمات الناس في المنطقة.
وقائع المجزرة
بتاريخ 25/5/2012 ومثل العادة كانت تخرج المظاهرات المطالبة بالحرية والكرامة بعد صلاة الجمعة حوالي الساعة الواحدة ظهراً من كافة مناطق الحولة، وكانت تتجمع تلك المظاهرة في إحدى ساحات مدينة تلدو (ساحة هرموش) في الجهة الغربية من مدينة تلدو، بدلاً من وسطها الذي يسيطر عليه قوات النظام.. حيث كانت تتمركز الدبابات وعربات “ب م ب” وسط المدينة، والقسم الآخر من قواته تتمركز في المدخل الجنوبي في مفرزة الأمن العسكري بالإضافة إلى المركز الأكبر لقوات النظام في مؤسسة المياه، حيث تتحكم بعملية الدخول والخروج إلى المنطقة.
في ذلك التاريخ كانت قوات النظام تطلق النار على المتظاهرين باتجاه ساحة التظاهر بالأسلحة المتوسطة -الرشاشات، إلا أنه تحديداً بذلك اليوم قامت بإطلاق النار من قبل الدبابات وعربات “الشيلكا” المتواجدة وسط المدينة وفي مؤسسة المياه، عندها أصيب أكثر من عشرة متظاهرين بجراح خطيرة، بعدها اندفع عدد من ثوار المنطقة (الجيش الحر) وقاموا بمحاصرة مفرزة الأمن العسكري في مدينة تلدو التي كانت تعذب وتقتل وتهين كافة الأهالي عند الدخول والخروج إلى المنطقة، ودارت اشتباكات عنيفة جداً من الساعة الواحدة والربع ظهراً وحتى الساعة السادسة مساء استطاع الجيش الحر السيطرة المؤقتة على المفرزة وتحريرها.
عند الساعة الخامسة عصراً وردت معلومات من قبل بعض الأهالي بأن مجموعات مسلحة من الشبيحة وقوات النظام تحاول الدخول إلى الجهة الجنوبية الغربية من مدينة تلدو على محور طريق السد، ومجموعة أخرى تم مشاهدتها تدخل من جهة مؤسسة المياه بين أشجار السد بالتسلل إلى طريق السد مكان ارتكاب المجزرة.
حيث تبلغ المسافة التي تفصل مكان المجزرة عن قرية(فلة) الموالية للنظام حوالي 800م، وتبعد مكان المجزرة عن مؤسسة المياه حوالي1كم، وقتها تسللت قوات الشبيحة والنظام من تلك المناطق، التي يقطنها، وخاصة في حي طريق السد يوجد تجمع سكاني حوالي 200 شخص معظمهم من عائلة عبد الرزاق، وهم أناس مسالمون ليس لهم أية علاقة بالمظاهرات والثوار وغالبيتهم أطفال ونساء.
هذه المعلومات أفاد بها الشاهد أشرف رفيق هرموش الذي كان يسكن على بعد 10م من مكان وقوع المجزرة، حيث لاذ بالفرار عند مشاهدته قوات الشبيحة تدخل الحي، فهرب إلى مركز المدينة وقام بإبلاغ أحد الثوار بذلك إلا أنهم ولانشغالهم بالمفرزة لم يعطِ للخبر أهمية.
وقدر عدد مرتكبي المجزرة حوالي خمسين شخصاً دخلوا من اتجاهين، الأول من قرية فلة صوب جهة الجنوبي الغربي، والثانية من مؤسسة المياه -الجنوبي الشرقي، معززة بعناصر من قرية الغور الغربية الموالية للنظام.
ولدى وصولهم مدخل الحي أفاد الشاهد الذي نجا من المجزرة وهو راتب عبد الرحمن عبد الرزاق بقوله:” كان والدي عبد الرحمن وعمي عبد الخالق ينتظران قوات الجيش أمام باب المنزل؛ حيث كان عبد الرحمن مساعداً سابقاً في جيش النظام وهو متقاعد، وعمي عبد الخالق شرطي متقاعد. فقال لهم أهلاً وسهلاً بالشباب أنا زميلكم في الجيش.. عندها ردّ عليه قائد الشبيحة بألفاظ نابية ( يا بن ال……. ) لا تقل زميل.. ادخل إلى المنزل. طبعاً هذا حديث الشاهد، الذي كان داخل المنزل يستمع للمحادثة التي دارت بأقل من دقيقة؛ عندها قال الشاهد صعدت إلى سقيفة الحمام حيث كنت متخلفاً عن (خدمة العلم) الإلزامية. فقاموا بتجميع كافة أفراد أسرتي وعائلة عمي، وقامت مجموعة تضع على يدها شرائط صفراء بذبح عدد من الأطفال والنساء وقام البعض الآخر من الشبيحة بإطلاق النار على البعض الاخر.. بعد أن يتم وضع الفوهة في الرأس ويتم القتل. وقد تم تصفية كافة المتواجدين داخل المنزل. وأفاد الشاهد أن هناك مجموعة أخرى كانت قد دخلت إلى المنازل القريبة من الحي.
“صور لعدد من ضحايا مجزرة الحولة التي ارتكبها النظام السوري وشبيحته”
روت شاهدة أخرى وهي – رتيبة عبد الرزاق لوقائع المجزرة :
حيث أفادت بأنها عندما شاهدنا مجموعات من الجيش والشبيحة تدخل في شارع حي السد قمت بالدخول إلى داخل المنزل ومعي أطفالي وأقربائي، وكان عددنا حوالي ثلاثين شخصاً وكنا نسمع إطلاق العيارات النارية من داخل منازل أقربائي الملاصقة لمنزلنا، بعدها دخل خمسة أشخاص يرتدون لباس الجيش ويحملون البنادق الروسية والرشاشات وقاموا بنعتنا بأبشع الكلام والألفاظ النابية، وقال أحدهم أقتل الصغير قبل الكبير. فقالت الشاهدة لا تقتل طفلي الوحيد البالغ من العمر خمس سنوات والذي كان يقف أمامها، فقال لها أحد الشبيحة وأين طفلك؟ فأشارت إليه فقام بوضع البندقية على رأسه وأرداه قتيلاً، وتم قتل كل من في داخل المنزل وأصيبت هي بطلقة في بطنها وسقطت على الأرض، عندها اعتقد الشبيحة أنها قتلت مع الجميع. فلقد كانت تتم عملية القتل بدم بارد، وبأبشع صور الإجرام. وتقول الشاهدة كان هدفهم قتل كافة أهالي الحي دون استثناء .
كما أفاد الشاهد محسن مصطفى عبد الرزاق بمايلي : عندما سمعت إطلاق الرصاص داخل منازل أعمامي وأقربائي، طلب مني والدي مصطفى حسن عبد الرزاق الفرار بين الأشجار من خلف المنزل كون هويتي الشخصية مكسورة؛ فنظام بشار الأسد كان يعتقل ويسجن من كانت هويته مكسورة، ومدة الاعتقال لا تقل عن سنة.
“صورة أطفال من ضحايا مجزرة الحولة”
تروي إحدى الشهود وهي(م- ع) أن سبب توقف الشبيحة وقوات النظام عن عمليات القتل والإجرام، جاء عند إصابة أحد عناصر الشبيحة بطلقة ارتدت من جدران المنازل فظنوا أن الثوار قد أدركوهم، حينها غادروا المكان بركوبهم سيارات “البيك أب”، فهم كانوا يستقلون سيارتين وصلوا فيهما عن طريق قرية فلة الموالية للنظام.
ويضيف الشاهد راتب عبد الرزاق أنه بحوالي الساعة السادسة مساءً أو عندما حل الظلام،ولم أعد أسمع أية حركة أو كلام للشبيحة، قمت بالهروب باتجاه مركز المدينة وقمت بإخبار الناس بما جرى، وبالكاد كنت قادراً على الحركة والكلام من شدة وهول ما شاهدته. حينها اتجه مجموعة من الشباب بإحدى السيارات وقاموا بنقل الجثث إلى المركز الصحي في مدينة “كفرلاها” حين كانت مدينة “تلدو” في تلك الأثناء تتعرض للقصف العنيف بالدبابات المتمركزة في حاجز مؤسسة المياه، إضافة إلى الصواريخ من قبل الكلية الحربية المتواجدة في مدينة حمص.
وعندما شاع خبر المجزرة، بدأ الناس بالفرار والنزوح إلى قرى الحولة الأخرى مشياً على الأقدام وبطرق مستورة خوفاً على حيواتهم.
*بلغ عدد ضحايا المجزرة الموثقين بالاسم الثلاثي 97 شهيداً :
أطفال : 47 طفل أعمارهم بين ستة أشهر و15 سنة .
نساء : 21 أعمارهم فوق عشرين سنة .
رجال : 29 رجلاً .
وبعد سيطرة الثوار على مفرزة الأمن العسكري لمدة ثلاث ساعات، قامت قوات النظام مدعومة بالشبيحة من قرى فلة- القبو- الشنية- الشرقلية- الغور الغربية ومعهم مختلف صنوف الأسلحة بالدخول إلى مدينة “تلدو” من الجهة الجنوبية، واستعادوا السيطرة على مفرزة الأمن العسكري وذلك حوالي الساعة الواحدة ليلاً من ذات اليوم، حيث كانوا يطلقون شعارات عبر مكبرات الصوت (شبيحة للآبد لأجل عيونك يا أسد) وقاموا بارتكاب مجزرة بحق عائلة آل السيد الذين بقوا في منازلهم، وعائلة عبد الواحد الذين كانت منازلهم بمدخل المدينة الجنوبي.
“صور لأطفال تم قتلهم في منازلهم أثناء المجزرة”
أفادت الشاهدة (خ –هـ)أنه حوالي الساعة الواحدة ليلاً من نفس اليوم وبينما كنت أنا وعائلتي داخل منزلنا على الطريق العام لمدخل مدينة تلدو، وكنا نشاهد من النوافذ قوات النظام والشبيحة تطلق الرصاص وتهتف بمكبرات الصوت اسم بشار الأسد، بعدها بنصف ساعة تم قرع باب المنزل بقوة، حينها تجمعت أنا وقسم من أولادي في الحمام، وقام زوجي معاوية السيد ضابط شرطة في قوى الأمن الداخلي السوري بفتح الباب و عند محاولته إفهامهم بأنه ضابط، قاموا بإطلاق النار عليه وقتله وقتل طفلي البالغ من العمر ستة سنوات، عندها فتحت الباب الخلفي وهربت مع بقية أولادي عبر الحقل الزراعي المجاور لمنزلنا .
في صباح يوم السبت 26/5/2014 حضرت بعثة الأمم المتحدة إلى منطقة الحولة وقاموا بالتصوير وتوثيق الشهداء .
أما الأشخاص الناجون من المجزرة هم خمسة:
- راتب عبد الرحمن عبد الرزاق
- محسن مصطفى عبد الرزاق
- سميرة عبد اللطيف السويعي
- الطفلة مها نضال عبد الرزاق البالغة من العمر ستة سنوات وجدت على قيد الحياة أثناء نقل الجثث من مكان المجزرة، فنقلت إلى المشفى الميداني في مدينة كفرلاها.
لهذا فإن ما قامت به قوات النظام والشبيحة والتي أصبحت تعرف لاحقاً بقوات الدفاع الوطني هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تشكل دليلاً واضحاً على وحشية النظام والحقد الدفين على أهالي المنطقة؛ وكان السبب الوحيد فقط هو خروج أهالي الحولة بالمظاهرات والمطالبة بالحرية والكرامة ورفع الظلم الدي يمارس عليهم.
“صورة دفن ضحايا مجزرة الحولة التي ارتكبتها قوات النظام السوري وميليشياته”
ومنذ ذلك التاريخ اتبع النظام سياسة الحصار على المنطقة من كافة الجهات، وقام بوضع الدبابات وعربات الـ” ب م ب والشيلكا” في القرى الموالية له، والمحيطة بالمنطقة وهي(فلة- القبو- الشرقلية- الشنية- مريمين- قرمص- التاعونة- الحميري- جدرين- كفرنان- ……) والتي كانت تقوم بقصف منطقة الحولة ليلاً ونهاراً مما دفع بأكثر من ستين ألف شخص من الأهالي بالنزوح والهروب إما إلى تركيا شمالاً، أو إلى لبنان جنوباً، وترك كافة ممتلكاتهم، وبقيت المنطقة على هذا الحال حتى حدوث عملية التهجير القسري لكامل ريف حمص الشمالي ومنها منطقة الحولة وذلك في منتصف شهر أيار 2018 .
عمل النظام خلال تلك الفترة ومن خلال الحصار والقصف المستمرين والممنهجين إلى تهجير قسري لكل من أهالي قرية “كيسين وتسنين وعقرب”، وذلك بشكل كامل وهم جميعاً من أهل السنة.
وحتى تاريخ خروج أهالي المنطقة نتيجة التهجير القسري كانت ما تزال منطقة الحولة محاصرة وتتعرض للقصف اليومي بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، المتمركزة في القرى الموالية للنظام، وفرض سياسة التجويع والتجهيل وطرد غالبية الموظفين من عملهم؛ وبقي النظام مستمراً بالقتل المتعمد لأهالي المنطقة حيث قدمت المنطقة حوالي ألف وخمسمائة شهيد منذ بداية الثورة، وأضعافهم من الجرحى ممن أصبحوا ذوي عاهات وإعاقات جسدية من أطفال ونساء، مع انقطاع الرعاية الصحية عن ذوي الأمراض المزمنة، وكذلك عدد كبير من المعتقلين والمفقودين بأعمار مختلفة.
وفيما يلي نورد جدولاً بأسماء الشهداء الذين تم قتلهم بدم بارد :