#########

العدالة والمساءلة

“صحيفة الغارديان”: رجال أعمال مرتبطون بالأسد لهم صلة بشحنة الانفجار في مرفأ بيروت


وفقاً للوثائق التي قدمها حاطوم، فإن عنواناً آخر من عناوين "سفارو" في لندن مرتبط بشركة ثانية، لها صلة بشركة "هيسكو" المملوكة من قبل حسواني، والتي تديرها شركة "أيك بتروليوم-IK Petroleum" العائدة إدارتها لــ عماد خوري حتى عام 2016.

16 / كانون الثاني / يناير / 2021


“صحيفة الغارديان”: رجال أعمال مرتبطون بالأسد لهم صلة بشحنة الانفجار في مرفأ بيروت
مع العدالة | ترجمة: شمس الحسيني *المصدر -The Guardian

توصل تحقيق لتلفزيون “الجديد” اللبناني إلى أن الشركة التي كانت تقوم بشحن مخزون ضخم من “نترات الأمونيوم” نحو ميناء بيروت، حيث تسببت تلك المواد الخطيرة في انفجار مدمر في” أغسطس/آب الماضي، على صلة بثلاثة رجال أعمال مؤثرين لهم علاقة مباشرة مع رئيس النظام السوري “بشار الأسد”.

وقد أدت المعلومات خلال التحقيق الذي أجراه صانع الأفلام اللبناني “فراس حاطوم“، التي تم الكشف عنها حول شركة “Savaro Ltd” – إلى أنه تم إلغاء تسجيل الشركة في لندن “Companies House” يوم الثلاثاء.. حيث تزايدت الشكوك بأن “بيروت” كانت دائماً الوجهة المقصودة للشحنة، وليست “موزمبيق“؛ نقطة النهاية الرسمية لها. كما أنها أثارت للمرة الأولى احتمال أن يكون تفجير 2750 طناً من “النترات” في بيروت، نتيجة ثانوية لمحاولات المسؤولين السوريين الحصول على “النترات” لاستخدامها في الأسلحة.


جورج حسواني، ومدلل خوري وشقيقه عماد”، هم “رجال أعمال شركاء”، سوريون يحملون “الجنسية الروسية“.. فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليهم جميعاً، لدعمهم المباشر لرئيس النظام السوري في حربه ضد السوريين. وتقاسمت شركات مرتبطة بـ”حسواني” و”عماد خوري” عنواناً في لندن مع شركة “سافارو ليمتدSavaro “، التي اشترت النترات في عام 2013. وكانت الوجهة الرسمية للشحنة موزامبيق، ولكن تم تحويلها وتفريغها في بيروت، حيث كانت مخزنة بشكل غير آمن حتى الانفجار الكارثي.

اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية “مدلل خوري” بمحاولة الحصول على “نترات الأمونيوم” قبل أشهر من رسو سفينة الشحن الروسية “روسوس” في العاصمة اللبنانية بمنتصف الطريق خلال رحلة مواربة من جورجيا. كما أدى تغيير مسار السفينة، وملكيتها المبهمة والمصدر الغامض لموردي البضائع إلى إثارة الشكوك في أن بيروت كانت الوجهة المقصودة لعملية تهريب معقدة منذ البداية.


“صورة خلال انفجار ميناء بيروت”-إنترنت.

وكان عنوان شركة “سافارو” هو – 10 شارع جريت راسل، لندن WC1B 3BQ – يحمل أيضاً العنوان المسجل لشركة “هيسكو للهندسة والبناءHesco Engineering and Construction”، التي كان يديرها حسواني، المقرّب من الأسد، والذي أدرج اسمه في العقوبات الأمريكية عام 2015، لقيامه بشراء النفط من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) نيابة عن النظام السوري.

ووفقاً للوثائق التي قدمها حاطوم، فإن عنواناً آخر من عناوين “سفارو” في لندن مرتبط بشركة ثانية، لها صلة بشركة “هيسكو” المملوكة من قبل حسواني، والتي تديرها شركة “أيك بتروليوم-IK Petroleum” العائدة إدارتها لــ عماد خوري حتى عام 2016.

كما وجهت الاتهامات حتى الآن لرئيس وزراء تصريف الأعمال “حسان دياب” وثلاثة وزراء سابقين وأكثر من 30 مسؤولاً آخرين ذوي مناصب عادية، فيما يتعلق بالكارثة التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص ودمرت الضواحي الواقعة على جانب الميناء.


فيديو “اتهام رئيس حكومة تصريف الأعمال وثلاثة وزراء سابقين بتهمة “الإهمال والتقصير” في قضية انفجار مرفأ بيروت” –فرانس 24.

وقوبل “شبح” الارتباط بين الانفجار وكل من النظام السوري وروسيا، اللذين يدعمان معارك “بشار الأسد” بشدة على الأرض السورية، بالغضب في بعض الأوساط، والامتعاض في مناطق أخرى. حيث قال “رعد الأيوبي“، وهو “سمسار تأمين“، “بالطبع كانت النترات مخصصة للأسد”.لكن هناك سؤال آخر يجب طرحه: كيف انتقلت من بيروت إلى بشار؟


فراس حاطوم يكشف أسماء رجال أعمال سوريين يشتبه بتورطهم في شحنة نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت –تلفزيون الجديد” التحقيق كاملاً”

هناك مخاوف متزايدة من أن أي تحقيق محلي سوف تعرقله قواعد السلطة المحلية، التي شاركت جميعها في عمليات ميناء بيروت وخفضت إيراداته. ولطالما كان ميناء بيروت أنموذجاً مصغراً للنظام السياسي في لبنان، الذي يدير الوزارات كإقطاعيات، ويسحب الإيرادات الضخمة من خزائن الدولة، ويوزعها على “القادة” الذين احتفظوا بالسلطة بعد الحرب الأهلية في البلاد.

ومما يزيد من تعقيد أي تحقيق محلي هو  البعد الدولي لرحلة الشحن، فضلاً عن العالم الغامض للنقل البحري العالمي، ومجموعة محيرة من الشركات المستخدمة على طول الطريق، والشهود الذين من المرجح أن يظلوا بعيدي المنال دون بذل جهد عالمي لتعقبهم.


ونهايةً يقول حاطوم: “أشك في أن يتمكن “لبنان من حلِّ التحقيق” لأسباب عديدة، بالنظر إلى الطريقة التي تم بها التعامل مع الأمور في الأشهر السابقة”.

وأضاف “لا أثق بأي تحقيق أجنبي أو دولي لأننا عانينا من تجربة سيئة في الماضي، والسياسة تقف في طريقنا دائماً”.