#########

أخبار وآراء

تصاعد المشاعر المعادية للاجئين السوريين في لبنان بشكل واضح


من تصريحات كراهية الأجانب التي أدلى بها وزير الخارجية اللبناني إلى الحملات العامة العدائية، يشعر السوريون بأنهم أقل قبولاً من أي وقت مضى

17 / حزيران / يونيو / 2019


تصاعد المشاعر المعادية للاجئين السوريين في لبنان بشكل واضح

 

*مع العدالة 

 

نشرت شبكة “ميدل إيست آي-Middle East Eye” الإخبارية تقريراً حول أخبار اللاجئين السوريين في لبنان ومعاناتهم من تصاعد وتيرة خطاب الكراهية ضدّهم، الذي يروّج له قادة سياسيون أمثال “جبران باسيل” وزير الخارجية اللبناني. 

 

في 8 حزيران/ يونيو، نشر وزير الخارجية اللبناني “جبران باسيل” شريط فيديو على موقع تويتر يصور عشرات من مؤيدي حزبه السياسي وهم يرددون النشيد الوطني أمام أحد المطاعم. لكن هذه لم تكن مناسبة احتفالية – كانوا يحتجون على إدارة المطعم التي توظف عمالاً سوريين.

وفي اليوم نفسه، أعلن حزب باسيل السياسي، (التيار الوطني الحرّ)، أن المتطوعين من جناح الشباب التابع له سيقومون بحملة لإغلاق الشركات التي توظف اللاجئين السوريين والمواطنين غير اللبنانيين.

ووزعت منشورات في جميع أنحاء بيروت تدعو اللبنانيين إلى إرسال الصور وأشرطة الفيديو كدليل على وجود شركات تستخدم السوريين.

ونصوص المنشورات كما يلي:

“حماية العمال اللبنانيين وتقديم شكوى ضد المخالفين. سوريا آمنة للعودة، ولبنان لم يعد قادراً على تحمل ذلك”.

وفي حين أن تعليقات “باسيل” المثيرة للجدل على تويتر، وضمن الخطب التي ألقاها في السنوات الأخيرة ليست شاذة، فقد قوبلت التصريحات التي صدرت في الأسابيع الأخيرة ببعض العداء.

 

 

ويشير التقرير إلى تغريدة ” باسيل” في 7 يونيو، حيث قال “لقد كرّسنا مفهوماً لانتمائنا اللبناني هو فوق أي انتماء آخر، وقلنا إنه “جينيّ- وراثي” وهو التفسير الوحيد لتشابهنا وتمايزنا معاً، لتحملنا وتأقلمنا معاً، لمرونتنا وصلابتنا معاً، ولقدرتنا على الدمج والاندماج معاً من جهة، وعلى رفض النزوح واللجوء معاً من جهة أخرى”.

قوبلت تصريحات وزير الخارجية بحملتين إعلاميتين متعارضتين. أيّد البعض تعليقات باسيل، واعتبرها وطنية، بينما دعا آخرون إلى استقالته، حيث قارنه البعض مباشرةً بالرئيس الأمريكي “دونالد ترامب وأدولف هتلر”.

وكما هو معروف في لبنان أن الكثير من السوريين تعرّضوا للاعتداء من قبل مواطنين لبنانيين بهدف ترويعهم ودفعهم للعودة إلى سورية، التي تعتبر غير آمنة، بحسب منظمات حقوقية دولية، منها منظمة العفو الدولية في بيانها الأخير الذي كان بعنوان” عودة اللاجئين المنظمة من لبنان إلى سورية غير طوعية وسابقة لأوانها“.

وعلاوة على ذلك، سُجّلت حوادث وانتهاكات عديدة من قبل الشرطة، والأمن اللبناني ضد السوريين اللاجئين في المدن اللبنانية أو المخيمات.

 


التزام أخلاقي

وقد لجأ أولئك الذين شعروا بالغضب من تصريحات “باسيل” إلى الشوارع للاحتجاج على ما وصفوه بخطاب الكراهية. وقالت المتظاهرة “مايا عمار” في حديث لـ”ميدل إيست آي -Middle East Eye” إن “خطاب الكراهية هذا ليس جديداً”.

لكن عندما تكون لديك حملة منظمة من قبل حزب سياسي تدعمه وسائل الإعلام وأمن الدولة، فإن هذا تصعيد”.

وبحسب التقرير أن أكثر من 100 شخص احتجوا في وسط بيروت يوم الأربعاء على ما يعتبرونه تحريضاً عنصرياً وكارهاً للأجانب، وضد اللاجئين.

وقف معظم الأشخاص الذين حضروا المظاهرة بصمت، حاملين لافتات تندد بخطاب الكراهية، بينما استهدف آخرون وزير الخارجية نفسه مباشرة.

وقالت “عمار” – “لا اعتقد أن هذا الاحتجاج سيغير شيئا”. لكن من المهم أن نتضامن مع هؤلاء العمال الذين يشعرون بعدم الأمان لوجودهم وحدهم”.

وقال “جان قصير”، من المحتجين الحاضرين، لـ”ميدل إيست آي”  إن على اللبنانيين “التزاماً أخلاقياً” بالاحتجاج على الخطاب التحريضي تجاه اللاجئين.

ويضيف أحد الناشطين اللبنانيين “علينا أيضاً أن نكشف الأكاذيب التي يقال عنها حول مدى التأثير الاقتصادي للاجئين السوريين على اقتصادنا، فضلاً عن عدم ذكر أي من الإيجابيات”.

وقال “علينا أن نقف ضد خطاب الكراهية الذي يصدر عن مسؤولين لبنانيين كبار، بمن فيهم وزير الخارجية”.

ويزعم باسيل، وحزبه، وأولئك الذين يتعاطفون مع المبادرة، أن الحملة التي تبدو معادية للأجانب ليست عنصرية، بل هي مجرد قمع لانتهاكات قانون العمل اللبناني، الذي يقيد السوريين بقليل من الوظائف. 

 

 

 أما عن حقوق السوريين المهدورة والممنوعة في لبنان، تعتبر “عمار” قانون العمل “عنصرياً” ويعتقد أنه من غير العدل أن لا يتمكن اللاجئون السوريون من العمل في معظم الوظائف في لبنان بينما لا يمكنهم أيضاً التسجيل بموجب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) عقب قرار حكومي في عام 2015.

فإذا تم تسجيلهم لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يحق للسوريين الحصول على معونات ومزايا مثل الحصص الغذائية والإعانات وزيادة حرية التنقل.

وأضافت “لا يمكن للاجئين السوريين التسجيل كلاجئين ولا كعمال موثقين”. “إذن،ماذا يريدون أن يفعل هؤلاء البشر؟”

وكثيراً ما يزعم المسؤولون اللبنانيون، بمن فيهم رئيس الوزراء “سعد الحريري” والرئيس “ميشال عون”، أن العدد الكبير من اللاجئين السوريين يثقل كاهل لبنان بموارده وبنيته التحتية المحدودة، بينما يتنافس مع القوى العاملة اللبنانية بأجور أقل.

وهم يستشهدون باللاجئين السوريين – الذين يبلغ عددهم نحو مليون شخص في لبنان، أي ربع سكان البلاد – كمصدر رئيسي للصعوبات الاقتصادية المستمرة. ومع ذلك، يرى “جان قصير” أن هذا سردٌ قصير النظر.

وقال “إن الحكومة تستخدم أزمة اللاجئين كذريعة للمشاكل التي تواجهها المجتمعات الضعيفة (اقتصادياً)”، مشيراً إلى منطقتي عكار والبقاع الشرقية في شمال البلاد. – “هذه المناطق أهملت قبل أزمة اللاجئين”.

 

الخوف من العودة القسرية

وعن الانتهاكات الأكثر شيوعاً وخطراً، نقلت “ميدل إيست آي” حديث “يزن”، وهو سوري كندي ومقيم في بيروت لمدة ست سنوات، بقوله: “كانت هناك سبع أو ثماني سنوات من كراهية الأجانب “تجاه اللاجئين في لبنان”.

وأضاف “أعتقد أن الضرورة الملحة التي نراها تأتي الآن من النقاش حول عودة اللاجئين”. وفي حين أن حظر التجوال ومداهمات المخيمات وعمليات الإخلاء، التي غالباً ما يُنظر إليها على أنها انتقام من هجمات الجماعات المسلحة، هي شائعة في لبنان، فإن الأحداث الأخيرة تشير إلى أنها آخذة في الازدياد.

 

  • في أقل من أسبوعين، تم طرد 25،000 لاجئ سوري من منازلهم.

وفي 9 حزيران / يونيو في عرسال، شمال شرق لبنان، تم تدمير أكثر من 5600 مبنى يضم اللاجئين السوريين في أعقاب قرار من مجلس الدفاع الأعلى التابع للجيش اللبناني والذي قرر أن الهياكل القائمة على الخرسانة غير قانونية.

  • “لقد حظر لبنان بناء هياكل دائمة لإيواء اللاجئين السوريين”.

 

 

وبحسب إحصائيات أوردتها الشبكة في التقرير أنه وفقاً لمنظمة الإغاثة الإنسانية الدولية، يواجه حوالي 15000 طفل خطر التشرد. وتتوقع أن يتم طرد مئات العائلات الأخرى لأسباب مماثلة في جميع أنحاء المحافظات الشرقية للبنان.

وفي الآونة الأخيرة، أجبر حوالي 700 لاجئ سوري على الفرار من “دير الأحمر”، وهي بلدة تقع في شرق لبنان، بعد مشاجرة بين بعض السوريين والدفاع المدني اللبناني.

وذكرت المفوضية لوسائل الاعلام المحلية أن هذا شكل من أشكال “العقاب الجماعي”، مضيفة أنه لا يسمح للاجئين بالعودة إلى خيامهم لالتقاط الوثائق الشخصية والأدوية وغيرها من الممتلكات .

فرضت الحكومات المحلية حظر التجول على اللاجئين السوريين، مدعية أن ذلك سيمنع العنف والمشاحنات بسبب التوترات بينهم وبين المجتمعات المضيفة. وقال أحد مسؤولي المناطق إن بعض السكان أرادوا إحراق مخيمات اللاجئين.

ويضيف التقرير عن “يزن” قوله إنه أقل أماناً وغير مرتاح في لبنان من أي وقت مضى، لكنه يعتقد أن اللاجئين السوريين ذوي المستوى الاقتصادي المنخفض، بمن فيهم العمال المزارعون، معرضون لخطر أكبر.

وقال “عندما تتحدث (الحكومة اللبنانية) عن السوريين، فإنهم يتحدثون عن تلك الطبقة بالذات”.

“لن ترى السلطات توقف سيارة “رينج روفر” في الشارع ليلاً للتحقق مما إذا كان السائق والركاب سوريين أم لا”.

وترى الباحثة في منظمة العفو الدولية في لبنان “سحر مندور” أن هناك ما يدعو إلى القلق إزاء تزايد الأعمال العدائية ضد اللاجئين السوريين.

وقالت أيضاً لــ ميدل إيست آي” إن “اللاجئين يقولون لي إن وضعهم سيئ ويريدون العودة، لكنهم لا يعودون إلى سورية لأنهم يخشون على حياتهم”.

  • وحثت “مندور” لبنان على احترام حقوق اللاجئين ووقف “المضايقة”.

 عالقون في مأزق قانوني، غير قادرين على تغطية نفقاتهم وفقدوا منازلهم المؤقتة، تتزايد الضغوط على السوريين للعودة إلى بلادهم التي مزقتها الحرب بعد ثماني سنوات من النزوح.

 

 

وقال يزن “من الواضح أن معظم السوريين يريدون العودة إلى ديارهم”، مضيفاً أن استمرار النزاع في سورية يمنعهم من الإقدام على ذلك.

واستشهد بالضربات الجوية المستمرة في إدلب، وعدم الاستقرار داخل المدن الشرقية في سورية، والاعتقالات، والمضايقات والتجنيد الإجباري والتعذيب من قبل الحكومة السورية، كل هذه العوامل تعيق عودتهم الآمنة.

وقالت “مايا عمار” إنه من المروع والسخرية سماع هذه الدعوات للعودة إلى سورية مع وجود “بشار الأسد” في السلطة، فضلاً عن وجود الجيش السوري سابقاً في لبنان منذ 15 عاماً، الذي كان يشار إليه في كثير من الأحيان بالاحتلال.

“إنه لمن المحير أن يكون لديك أشخاص يدعون للعودة إلى سورية، مع العلم أنهم قد تذوقوا القمع من النظام السوري”.

 

 

المادة من المصدر