#########

بيانات وتقارير

رسالة الناجين من الاعتقال وعائلات المختفين قسرياً


اليوم، باعتبارنا ناجين من الاعتقال وعائلات للمدنيين الذين تم اعتقالهم وتعذيبهم وإعدامهم، فإننا نقف معاً لتوحيد أصواتنا وألمنا.ونحن نتكلم اليوم باسم كل عائلة سورية قد مرت بهذه التجربة المأساوية

23 / شباط / فبراير / 2019


رسالة الناجين من الاعتقال وعائلات المختفين قسرياً

 *إلى السيدة فيديريكا موغيريني والسيد جير بيدرسن فيما يتعلق بمؤتمر بروكسل الثالث لدعم مستقبل سوريا:

 

نحن عائلات سورية فقدنا أحباءً لنا اختفوا قسرا في سوريا. نحن أمهات وآباء الأبناء الذين عذبت أجسادهم حتى الموت والتي تعرفنا عليها من خلال صور قيصر المسربة. نحن الإخوة والأخوات الأزواج و الزوجات الذين استقبلنا خبر وفاتهم العام الماضي بكل حزن بعد تلقينا شهادات وفاتهم من قبل النظام السوري في سجونه. نحن الناجين من مراكز الإعتقال و التعذيب الذي يقع على عاتقنا اليوم المسؤولية للقيام بكل ما في وسعنا لإنقاذ الأصدقاء الذين ما زالوا رهن الاعتقال والاختفاء القسري.
.
السيدة موغيريني، تقدر منظمات حقوق الإنسان أن أكثر من مائة ألف من السوريين قد اختفوا قسراً في بلادنا، وما تزال أعدادهم اليوم في ارتفاع. نطلب منكِ ومن زملائكِ الذين يعقدون مؤتمر بروكسل الثالث وضع قضية الحرية والعدالة للمعتقلين والمختفين على رأس جدول أعمالكم. و ندعو الاتحاد الأوروبي لدعم مطالبنا المحقة مع الدول الأعضاء المشاركة في المؤتمر حتى يتم إحراز تقدم حقيقي هذا العام في ملف المعتقلين.

من أجل الحقيقة والعدالة والمساءلة ومن أجل دعم حقوقنا كعائلات المعتقلين والمغيبين قسراً والناجين من المعتقلات, نحث الاتحاد الأوروبي وجميع الأعضاء على الخطوات التالية:

• الضغط على نظام الأسد وروسيا وجميع أطراف النزاع في سوريا للكشف عن مصير مئات الآلاف من الأشخاص المفقودين. يجب على المجتمع الدولي إعطاء الأولوية لحقنا في معرفة مكان أحبائنا والكشف عن مصير الآلاف من المعتقلين المعرضين لخطر التعذيب والإعدام خارج القانون في السجون. ندعوكم لاتخاذ إجراءات جادة لحماية أحبائنا وتأمين إطلاق سراحهم، بداءاً من المطالبة بقرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لهذا الغرض.

• دعم البحث لتوثيق و تحديد هوية جميع المفقودين السوريين وكشف مصير جثث الشهداء وإجراء تحقيق باسباب الوفاة و تحديد الأماكن التي تم فيها قتل المعتقلين. يحق لنا أن يتم أخبارنا بوفاتهم بطريقة كريمة وأن نتمكن من دفنهم بأنفسنا. نرفض قبول الطريقة التي قام بإتباعها النظام في العام الماضي بإرسال شهادات الوفيات، حيث كان يتم إعطاء عائلاتنا أسباباً غير حقيقية ومزيفة لأسباب الوفاة ولم يتم الإفصاح عن مواقع دفن أحبائنا .

• دعم دور الناجين السوريين وعائلات المختفين في أي خطوة تتعلق بعملية السلام في سوريا وأن يَشترط أن يتم إيقاف جميع جهود عملية إعادة الإعمار حتى يتم إيقاف عمليات الاعتقال الغير شرعية والاختفاء القسري حيث أن إعادة الاعمار الاقتصادي و العمراني لن تكون ذات قيمة دون إعادة إعمار المجتمع, لا يمكن إعادة إعمار مجتمع ولا تزال فيه عائلة تنتظر معرفة مصير ذويها ومعرفة مكان أحبائها. لا يمكن إعادة بناء سوريا على أنقاض المقابر الجماعية لأحبائنا. وينبغي أن يكون هذا الأمر أولوية للمبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا.

• دعم جميع الجهود لمحاسبة مرتكبي جرائم التعذيب وسوء معاملة المعتقلين في سوريا، بما في ذلك الجهود الوطنية الجارية حالياً في أوروبا والجهود الدولية لإنشاء محكمة خاصة لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا. يجب أن تتمكن الأسر السورية بغض النظر عن مكان وجودها من تحقيق العدالة لأحبائهم. ويجب دعم منظمات المجتمع المدني السوري والمبادرات التي يقودها الضحايا في محاولة لوضع حد للإفلات من العقاب في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا والتعامل مع العواقب الجسدية والنفسية والاقتصادية لهذه الجرائم.

• التأكد من أن الآلية الدولية المحايدة المستقلة (IIIM) لديها كل الموارد التي تحتاجها للقيام بعملها، والتعهد بالالتزام بالتعاون مع الآلية الدولية المحايدة المستقلة (IIIM) حسب الضرورة، بما في ذلك تبادل المعلومات ذات الصلة حول الجرائم المرتكبة في سوريا، وتوفير الموارد اللازمة لوحدات جرائم الحرب القضائية عند الضرورة لتعزيز قدرتها على التحقيق في الجرائم المرتكبة في سوريا.

واليوم، باعتبارنا ناجين من الاعتقال وعائلات للمدنيين الذين تم اعتقالهم وتعذيبهم وإعدامهم، فإننا نقف معاً لتوحيد أصواتنا وألمنا.ونحن نتكلم اليوم باسم كل عائلة سورية قد مرت بهذه التجربة المأساوية. اليوم وكل يوم نريد العدالة للفظائع التي شهدناها بشكل مباشر أو التي مر بها أحباؤنا.

وسنواصل السفر إلى كل مكان لنرفع أصواتنا بلا كلل حتى يمكن تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة. الكثير منا لم يعد لديه الأمل برؤية أفراد عائلته الذين غيبوا في المعتقلات مرة ثانية، وتركنا لنتألم حزناً بعد تأكيد خبر وفاتهم في أبشع الظروف وأكثرها فظاعة. لكننا ما زلنا مصممين على إنقاذ أولئك الذين لا يزالون مغيبين الآن. هناك عدد لا يحصى منهم، السيدة موغيريني والسيد بيدرسون، يمكنكم أنتم أيضاً أن تشاركوا في إنقاذهم وحمايتهم من التعذيب و ضمان عدم تفاقم أعداد المفقودين في سوريا.


مع خالص التقدير
رابطة عائلات قيصر
عائلات من أجل الحرية
رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا
مبادرة تعافي