#########

بيانات وتقارير

“ميدل إيست آي-Middle East Eye”: السوريون سوف “يكسرون الحدود” إن لم يتوقف قصف إدلب


بدأت الاحتجاجات الأخيرة على الحدود التركية بسبب الحملة العسكرية المكثفة للنظام على آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة

13 / حزيران / يونيو / 2019


“ميدل إيست آي-Middle East Eye”: السوريون سوف “يكسرون الحدود” إن لم يتوقف قصف إدلب

 

 

*مع العدالة 

 

نشرت شبكة الأخبار البريطانية “ميدل إيست آي-Middle East Eye” تقريراً حول الاحتجاجات الأخيرة على الحدود التركية من قبل السوريين الذين فرّوا جرّاء القصف والدمار، والحرب الشرسة التي تقودها قوات النظام السوري مع حليفتها روسيا على إدلب. 

وبحسب أحد الناشطين السوريين الشباب في مظاهرة احتجاجية تندد بإغلاق الحدود التركية أمام الهاربين من الموت أواخر الشهر الماضي، أنّ” أوروبا تحظر الهجرة لكنها تسمح بقتلنا”. 

اندلعت الاحتجاجات بسبب الحملة العسكرية المكثفة التي يقودها النظام على آخر منطقة تحت سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا. استهدف الهجوم بشكل منهجي المناطق السكنية والمرافق المدنية، تاركاً أكثر من ثلاثة ملايين شخص بدون أرض آمنة داخل البلاد.

وتضيف الشبكة، أنه مع بقاء العالم غير مبالٍ بمعاناتهم، قاد المدنيون في إدلب الكبرى حملة “لكسر الحدود”، وطالبوا الناس بالتقدم نحو الحدود التركية. يهدد هذا الإجراء الدول الغربية، وتركيا، بتدفق كبير من اللاجئين إذا لم يفوا بمسؤولياتهم لوقف المذبحة الجماعية للمدنيين في سورية.

 

معركة للسيطرة

منذ أواخر نيسان/ أبريل، كثفت القوات الروسية والسورية غاراتها الجوية وقصفها على إدلب الكبرى، والتي تضم غالبية محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب وحماه واللاذقية. ويُعتبر الهجوم هو الأعنف في المنطقة منذ أيلول/سبتمبر 2018، عندما توسطت روسيا وتركيا في صفقة لإقامة منطقة منزوعة السلاح لفصل المعارضة والقوات الحكومية.

وقال السكان المحليون والمراقبون إن (الرئيس بشار الأسد) وروسيا يستخدمان إرهابيين مختبئين داخل إدلب كذريعة للسيطرة علي طريقين رئيسيين في تلك المنطقة. وتحقيقاً لهذه الغاية، يعتمد النظام على مزيج من القصف المدفعي والذخائر العنقودية والغارات الجوية، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة.

ويشير التقرير إلى استهداف المناطق المدنية من قبل النظام السوري والروس، حيث ركّز النظام السوري قصفه على المناطق السكنية في جميع أنحاء المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة، لا سيما مهاجمة الخطوط الأمامية. 

ووفقاً لمجموعة الدفاع المدني” الخوذ البيضاء”، تم استهداف أكثر من 22 منشأة طبية و 29 مدرسة وخمسة أسواق.

وقد أسفر الهجوم الذي قاده النظام عن مقتل أكثر من 600 مدني وتشريد حوالي 300000 آخرين، بحسب الخوذ البيضاء في أواخر الشهر الماضي.

أصبح النزوح حقيقة واقعة بالنسبة لغالبية الأشخاص الذين يعيشون في هذه المنطقة المكتظة بالسكان والتي تسيطر عليها المعارضة: محافظة إدلب هي موطن لأكثر من مليون شخص نزحوا من مدن وقرى أخرى سورية.

 

لا توجد أرض آمنة

والمشكلة التي تواجه هؤلاء النازحين هي أنه الآن، أكثر من أي وقت مضى، لا توجد أرض آمنة يستطيعون الفرار  إليها. وفقاً للعاملين في المجال الإنساني المحلي، يتحرك الناس باستمرار من منطقة إلى أخرى، نظراً لعدم وجود منطقة آمنة بدرجة كافية.

بالإضافة إلى ذلك، لا توجد معسكرات مجهزة لاستقبال أعداد كبيرة من الناس، حيث إن المخيمات الحالية مكتظة بالنازحين. وقد أدى القتال إلى توتر خطوط الإمداد الإنسانية التي تكافح داخل إدلب.

 

 

وتضيف “ميدل إيست آي-Middle East Eye” أن مختلف المجموعات الإنسانية أوقفت عملياتها في المناطق المتنازع عليها، خوفاً على سلامة عمالها وخطوط الإمداد. ونتيجة لذلك، ينام الآلاف من المدنيين في بساتين الزيتون دون إمكانية الوصول إلى المأوى أو الماء أو المرافق الطبية.

ومع ذلك، على الرغم من حجم هذه الكارثة الإنسانية، لم يفعل المجتمع الدولي الكثير للضغط على روسيا أو النظام لوقف حملتهم العسكرية والاستهداف المنهجي للمدنيين. بدلاً من ذلك، يشعر المدنيون أن الدول الغربية أكثر قلقاً بشأن منعهم من مغادرة سورية، على الرغم من المخاطر الهائلة التي تواجههم داخل بلادهم.

وبالتالي، دعا النشطاء والمدنيون في إدلب الكبرى إلى مظاهرة أمام الحدود التركية في 31 مايو – كجزء من حملة أوسع لتسليط الضوء على معاناة المدنيين والتحذير من العواقب إذا لم يتوقف قتل المدنيين.

ووفقاً لتصريحات مدنيين للشبكة قولهم “إن الشعور العام بين المدنيين المشاركين في الحملة هو أنه “إذا كان الغرب يهتم فقط بإبقائنا في سورية، على الرغم من المخاطر العالية والافتقار إلى الحماية، فإننا سنبرز معاناتنا من حيث فهمهم”. هذا هو السبب في أن “كسر الحدود” أصبح الشعار الرئيسي للمسيرة. ليس الهدف هو العبور بشكل غير قانوني إلى تركيا بأعداد كبيرة، ولكن التركيز على الحاجة إليه.

 


كابوس عنيف

يأمل المنظمون أن تؤدي الحملة إلى استجابة أكثر ملاءمة من المجتمع الدولي والدول الأعضاء للوفاء بمسؤولياتهم وحماية المدنيين في سورية. وقال “وليد الأحمد”، وهو عامل إنساني في إدلب: “نأمل أن تتوقف الهجمات، حتى لو كان الدافع هو أن نبقى محبوسين داخل كابوس عنيف دون نهاية في الأفق”.

ويعتبر التقرير أن المجتمع الدولي – وبالتحديد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا – غير راغبين في استخدام الضغط الاقتصادي، مثل العقوبات، لإجبار روسيا، حليف الأسد الرئيس في إيقاف الهجوم الحالي.

الأوراق الوحيدة التي لديهم أوراق سياسية، إما من خلال المفاوضات مع روسيا أو من خلال إنفاذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن تعزيز الحماية للمدنيين وتسهيل توصيل المساعدات في سورية.

إن السماح للنظام بمواصلة هجماته لن يؤدي فقط إلى مقتل المئات أو الآلاف من المدنيين. سيؤدي أيضاً إلى خلق موجات كبيرة من اللاجئين إلى تركيا وأوروبا، على الرغم من المخاطر التي تنطوي عليها.

يشير منظمو الحملة إلى أن الناس أصبحوا أكثر يأساً، حيث يعتقد الكثيرون أن الفرار من البلاد هو خيارهم الوحيد إذا لم يتوقف القتل.

“عندما تفقد كل شيء، والأهم من ذلك الأمل، فإن الخيار الوحيد المتبقي هو المقامرة بكل شيء – بما في ذلك حياتك وحياة أحبائك – من أجل الحصول على حياة أفضل وأكثر أماناً وأكثر كرامة، أو الموت ضمن هذه المحاولة. 

 

المادة من المصدر