#########

أخبار وآراء

الأمين العام للأمم المتحدة يدين “اللامبالاة الدولية” بشأن إراقة الدماء في سورية


"الهجمات المتعمدة ضد المدنيين هي جرائم حرب، وأولئك الذين أمروا بها أو نفذوها مسؤولون جنائياً عن أفعالهم"

28 / تموز / يوليو / 2019


الأمين العام للأمم المتحدة يدين “اللامبالاة الدولية” بشأن إراقة الدماء في سورية

 

*ترجمة: مع العدالة

 

نشرت شبكة “ميدل إيست آي-Middle East Eye” الأخبارية تقريراً حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في سورية، وخاصةً الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الروسية والسورية على شمال غرب البلاد في محافظة حماه وإدلب، مستهدفةً المدنيين والبنى التحتية والمدارس والمشافي، في تصعيد غير مسبوق يذهب ضحيته كل يوم عشرات الضحايا.

 

حيث أدان الأمين العام للأمم المتحدة بحسب وصفه ” اللامبالاة الدولية” تجاه الدماء التي تسفك كل يوم بسبب هجمات الطيران السوري والروسي. محذراً من أن المسؤولين عن الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين يمكن أن يتهموا بارتكاب جرائم حرب. 

 

 

ومنذ أواخر نيسان/أبريل، كثفت حكومة النظام السوري وروسيا غاراتها العنيفة على إدلب، آخر معاقل المعارضة المسلحة في شمال غرب البلاد حيث يعيش الآن حوالي ثلاثة ملايين شخص.

وقالت “ميشيل باشيليت” مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى بيان لها يوم الجمعة إنه على الرغم من النداءات المتكررة من الأمم المتحدة باحترام مبدأ الاحتراس والتمييز في سير الأعمال العدائية، فإن أحدث حملة قاسية من الغارات الجوية من قبل الحكومة السورية وحلفائها في شمال غرب سوريا قد استمرت في ضرب المرافق الطبية والمدارس والبنية التحتية المدنية الأخرى مثل الأسواق والمخابز.

وقال المفوض السامي لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة “هذه أهداف مدنية ويبدو من المستبعد للغاية في ضوء النمط المستمر لمثل هذه الهجمات أن تتعرض جميعها للقصف عن طريق الصدفة.”

  • “الهجمات المتعمدة ضد المدنيين هي جرائم حرب، وأولئك الذين أمروا بها أو نفذوها مسؤولون جنائياً عن أفعالهم.”

وقد تعرض ما لا يقل عن عشرة مواقع مختلفة (ثمانية في إدلب واثنان في ريف حلب) لخسائر في صفوف المدنيين نتيجة للغارات الجوية في الأيام العشرة الماضية وحدها، مما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 103 مدنيين، من بينهم ما لا يقل عن 26 طفلاً. وقد وقعت ثلاثة من هذه الهجمات يوم الأربعاء الماضي.

 

 

وقالت المفوضة السامية إن المفوضية وثقت مقتل ما لا يقل عن 450 مدنياً منذ بدء الحملة الأخيرة التي شنتها الحكومة وحلفاؤها في شمال غرب سوريا قبل أكثر من ثلاثة أشهر.

  • تنفي كل من حكومة النظام السوري وروسيا استهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية.

وقالت “باشيليت” إنها تشعر (بالقلق) إزاء “اللامبالاة الدولية الظاهرة بارتفاع عدد القتلى المدنيين بسبب سلسلة من الغارات الجوية في إدلب”.

 

 الإبادة الجماعية

قتل أكثر من 730 مدنياً في إدلب في غارات جوية ونيران أرض- أرض من قبل النظام السوري وحلفائه منذ أواخر أبريل/نيسان، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويضيف التقرير، لقد أدانت المعارضة السورية القصف ووصفته بأنه “إبادة جماعية”، في حين وصفت منظمات الإغاثة المذبحة في إدلب بأنها “كابوس” آخر في الصراع المستمر منذ ثماني سنوات.

 

 

وقالت “باشيليت” إنه حتى في الوقت الذي “تقتل فيه الغارات الجوية وتشوه أعداداً كبيرة من المدنيين مرات عديدة في الأسبوع”، يبدو أن “الاستجابة الدولية كانت بمثابة تجاهل جماعي، مع شلل مجلس الأمن -التابع للأمم المتحدة.


 

  • وأضاف رئيس حقوق الإنسان قائلاً: “هذا فشل في قيادة أقوى دول العالم.

وقد أدان كبار المسؤولين في الأمم المتحدة مراراً وتكراراً تقاعس (مجلس الأمن) عن العمل بشأن سوريا، مع استخدام العديد من التدابير التي استخدمتها روسيا حليفة دمشق – حق النقض (الفيتو) .

 

النزوح الجماعي

خلال الأشهر الثلاثة الماضية، دفع الهجوم مئات الآلاف من الأشخاص إلى ترك منازلهم أو ملاجئ مؤقتة في شمال غرب سوريا بحثاً عن ملجأ بالقرب من الحدود مع تركيا.

وقال “ديفيد سوانسون” من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OHCA) يوم الجمعة: “لقد نزح أكثر من 400،000 شخص منذ نهاية نيسان/ أبريل”2019.

ومن بين ثلاثة ملايين شخص في المنطقة، فإن ما يقرب من نصفهم مشردون بالفعل من مدن سورية أخرى.

وتغطي المنطقة تقريباً كل إدلب وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية المجاورة. ومعظم عمليات النزوح من جنوب إدلب وشمال حماة، وهما المنطقتان الأكثر تضرراً من التصعيد العسكري، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

 


  • “غالبية الفارين قد نزحوا داخل محافظة إدلب في حين انتقل عدد أقل إلى محافظة حلب الشمالية.
  • وقالت الوكالة إن “ما يقرب من ثلثي النازحين يقيمون خارج المخيمات”.

مردداً تصريحات “باشيليت”، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إنه منذ نهاية نيسان/ أبريل قام بتوثيق 39 اعتداء على المنشآت الصحية أو العاملين في المجال الطبي في المنطقة. وأضاف أن ما لا يقل عن 50 مدرسة تضررت من جراء الضربات الجوية والقصف.

وقد أدّت الحرب في سورية إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين منذ أن بدأ النظام السوري وحلفاؤه بشن حملة وحشية في عام 2011 على الاحتجاجات المناهضة له.

 

المادة من المصدر