أحد الشخصيات الرئيسية على رأس عمليات تهريب الكبتاغون هو "ماهر الأسد" – شقيق بشار الأسد-وقائد الفرقة الرابعة، التي تقود وتسيطر على شحنات المنتج التي تغادر ميناء اللاذقية الشمالي.
03 / تموز / يوليو / 2022
*مع العدالة: تقارير ومتابعات
حقق نظام بشار الأسد ربحاً لا يقل عن “5.7 مليار دولار” من تجارة المخدرات المزدهرة في العام الماضي وحده، حيث يواصل تهريب حبوب الكبتاغون في جميع أنحاء العالم.
منذ عام 2019، تم مصادرة الشحنات التي تحتوي على عشرات الملايين من حبوب الكبتاغون – وهو نوع من المخدرات شديدة الإدمان يستخدم كبديل للأمفيتامين-واعتراضها في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج. تشمل الحالات المسجلة الشائعة اعتراض السلطات السعودية 44 مليون حبة في نيسان 2020 ومصادرة السلطات الإيطالية أكثر من 84 مليون حبة.
يتم إخفاء هذه الحبوب في العناصر الأساسية والخضروات التي يتم تسوقها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك لفات الورق والإطارات المطاطية وقطع غيار الماكينات. اعتقد الكثيرون في البداية أن تنظيم الدولة “داعش” الإرهابي مسؤول عن إنتاجها وتوزيعها.
لكن تبين فيما بعد أن نظام الأسد والميليشيات التابعة له تنتج المخدرات وتنفذ عمليات تهريب عبر الشرق الأوسط وأوروبا في محاولة لكسب الأموال والتحايل على العقوبات الدولية.
ويعزز تقرير لصحيفة “دير شبيغل” الألمانية هذه الحقيقة، ويكشف أن نظام الأسد يحقق أرباحاً طائلة من التجارة غير المشروعة. ونقلاً عن موقع تابع لمعهد “نيو لاينز” ومقره واشنطن، قال التقرير إن تقديراً متحفظاً للأرباح يصل إلى 5.7 مليار دولار على الأقل في عام 2021 وحده، في حين أن مراكز أبحاث غربية أخرى ووكالات استخبارات تقدر إجمالي الأرباح من تجارة تهريب المخدرات السورية بعشرات المليارات.
هذه التقديرات أعلى بعدة مرات على الأقل من الصادرات القانونية للبلاد، مما يعني أن نظام الأسد الذي يخضع لعقوبات مشددة يعيش في المقام الأول من أرباح تلك التجارة العالمية غير المشروعة. ووصف كثيرون أن سوريا أصبحت “دولة مخدرات”.
يبدو أن نظام بشار الأسد متورط بعمق في تجارة المخدرات الاصطناعية. وجد المحققون الألمان الآن دليلاً على أن الديكتاتور السوري يمول حكمه على ما يبدو بأموال المخدرات.
ونقلت الصحيفة الألمانية عن المبعوث الأمريكي الخاص السابق لسوريا “جويل رايبورن” قوله” أعتقد أن نظام الأسد لن ينجو من خسارة عائدات الكبتاغون”. وشدد على أن الأسد ونظامه وشبكته العائلية ليسوا غرباء عن المستفيدين غير المباشرين من التجارة ، لكنهم “هم الكارتل- اتفاق بين طرفين.”
ووفقاً للتقرير، فإن أحد الشخصيات الرئيسية على رأس عمليات تهريب الكبتاغون هو “ماهر الأسد“ – شقيق بشار الأسد-وقائد الفرقة الرابعة، التي تقود وتسيطر على شحنات المنتج التي تغادر ميناء اللاذقية الشمالي. وبحسب ما ورد تكسب هذه الفرقة العسكرية $300,000 لكل حاوية، مما يجعلها من أصحاب المصلحة الرئيسيين والمستفيدين من التجارة.
كما يكشف تقرير دير شبيجل عن تورط شخصيات ورجال أعمال لهم صلات بأوروبا، تم التعرف عليهم بعد اعتراض السلطات الأوروبية وفرق التحقيق اتصالات هاتفية. وكان من بين هؤلاء رجل أعمال سوري يدعى “إياد س”، الذي قاد لوجستيات عمليات التهريب وعاش في مجموعة متنوعة من المواقع بما في ذلك مدينة شباير الألمانية حيث فرت عائلته إليها في عام 2015.
“رسم تعبيري: ماتياس شاردت / دير شبيغل”
ومع ربط المحققين بين أكثر من طن من الحشيش وأكثر من طن من الكبتاغون – بقيمة حوالي 130 مليون يورو (135.5 مليون دولار) – إلى إياد .س وفريقه، تم القبض على الرجل مؤخراً في ألمانيا أثناء زيارته لعائلته. ومن المقرر أن تبدأ محاكمته قريبا في مدينة إيسن الألمانية، إلى جانب محاكمة سوريين آخرين وجزائري.
كما أثبت المحققون أن الشخص وفريقه كانت لهم صلات مباشرة بنظام الأسد في عملياتهم، حيث سمع أحد المتواطئين المشتبه بهم – محمد ب – يتباهى في محادثة هاتفية تم اعتراضها حول علاقاته الممتازة والودية المستمرة مع أفراد عائلة الأسد.
وكشف التقرير أيضاً أن الوجهة الحقيقية المقصودة لحبوب الكبتاجون هي دول الخليج العربية، وأن الحبوب ترسل عمداً إلى أوروبا لاعتراضها من قبل سلطات الحدود في محاولة لخداع مسؤولي الجمارك السعوديين والإماراتيين. ثم يتم إعادة تعبئة تلك الحبوب التي تجعلها غير قابلة للضبط وإرسالها إلى الخليج، حيث نادراً ما يقوم مسؤولو الحدود العرب بفحص الحاويات القادمة من أوروبا.
ووفقاً للتقرير، أكد مسؤول ألماني مجهول الهوية أن “الشحنات مربحة للغاية. حاوية يمكن أن تجلب مئات الملايين من اليورو – تجذب المجرمين مثل الذباب. علينا أن نضع حداً لذلك”. وأضاف أن السلطات السورية “تنتج الأشياء كما لو أنه لا يوجد غد”.
Eng