تم انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار هذا بعد ساعات فقط من الاتفاق عليه، حيث استأنفت قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية للأسد قصف مناطق المعارضة كما تفعل منذ أسابيع حتى الآن.
16 / آب / أغسطس / 2021
*مع العدالة | أخبار ومتابعات
اتفق نظام الأسد والمعارضة في محافظة درعا على وقف إطلاق النار توسطت فيه روسيا يوم السبت، مما قد يوقف القتال حول واحدة من آخر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا. وبموجب وقف إطلاق النار، أفيد بأنه تم الاتفاق على أن يقوم الجيش الروسي بتسيير دوريات في جميع أنحاء منطقة درعا البلد التي تسيطر عليها المعارضة وحماية وقف إطلاق النار من الانتهاكات التي يرتكبها أي من الجانبين. كما تم الاتفاق على إعادة فتح معبر السرايا، المؤدي إلى داخل وخارج المحافظة، للسكان المحليين.
وكان الهدف المعلن للهدنة هو أن تستمر لمدة أسبوعين، الأمر الذي كان سيسمح بإجراء مزيد من المحادثات ويوفر الأساس لاتفاق طويل الأجل. كما كان من المقرر طرد مقاتلي المعارضة الذين رفضوا العيش في ظل حكم نظام الأسد قسراً من المحافظة ونقلهم إلى منطقة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال الغربي.
ومع ذلك، تم انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار هذا بعد ساعات فقط من الاتفاق عليه، حيث استأنفت قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية للأسد قصف مناطق المعارضة كما تفعل منذ أسابيع حتى الآن.
وبحسب موقع “العربي الجديد“، قال المتحدث الرسمي باسم لجنة التفاوض في درعا عدنان المسلمة إن الميليشيات الإيرانية هي الجناة الرئيسيين في انتهاك وقف إطلاق النار لأنها لا توافق عليه أو كيف سيؤثر على خططها.
وقال المسلمة «يبدو أن الميليشيات الإيرانية لم تعجبها الاتفاقية ووقف إطلاق النار الذي أعلن اليوم في درعا وتريد انتهاكه». وزعم أنهم يعتزمون “العمل الجاد لإفساد هذه الاتفاقية” لأنها ستنهي بشكل فعال المشروع الإيراني في المنطقة “. وأضاف المسلمة أنه بينما واصل النظام والميليشيات المتحالفة معه قصفه لدرعا البلد، «يلتزم المدافعون عنه وعائلاتهم المدنية بالاتفاق ولم يتم تسجيل أي انتهاك من جانبهم».
ظل معبر السرايا مغلقاً من قبل قوات النظام من أجل منع السكان المحليين من الفرار خارج المنطقة، على الرغم من تأكيدات موسكو بإعادة فتحه كجزء من الصفقة. منذ استعادة الأسد لدرعا في 2018، عملت روسيا كوسيط بين النظام والمعارضة، وأبرمت صفقة عرضت العفو عن مقاتلي المعارضة السابقين ونفذت عملية مصالحة.
ولكن بعد ثلاث سنوات من الانتهاك المستمر لتلك الصفقة من خلال تعذيب ما لا يقل عن 98 من مقاتلي المعارضة السابقين حتى الموت في المحافظة ورفض سكان درعا التصويت في الانتخابات الرئاسية التي وصفت بأنها «مزورة»، انقلب الأسد على المحافظة، وفرقته الرابعة حاصرت درعا البلد لأكثر من شهر وشنت هجوماً واسع النطاق.
بالنسبة للمعارضة في درعا، يمثل انتهاك وقف إطلاق النار فشلاً آخر من جانب روسيا في العمل كوسيط قادر على البقاء ضمن الصراع. في بداية هذا الشهر، دعت المعارضة تركيا إلى استبدال روسيا كوسيط من أجل ضمان حماية السكان.