حسن أبو مالك وأولاده يكسبون رزقهم من إعادة استخدام المواد من القذائف والشظايا غير المنفجرة - مهمة خطيرة، ولكنها ضرورية.
04 / نيسان / أبريل / 2021
*مع العدالة | ترجمات
المصدر: Middle East Eye
نزح حسن أبو مالك وعائلته من قرية اللطامنة بمحافظة حماة، بسبب الصراع المحتدم في سورية منذ عقد من الزمان.
يعيش حسن وهو في الأربعينيات من عمره وأطفاله الأربعة الصغار في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. يكسبون عيشهم من جمع الشظايا والقذائف غير المنفجرة لإعادة تدوير الأجزاء.
إنها وظيفة خطيرة، لكن في البلد الذي مزقته الحرب، والذي يعاني أيضاً من أزمة اقتصادية وسط جائحة “كورونا -كوفيد -19” ، قال أبو مالك إن المواد الخام التي يعمل على فصلها وتدويرها أصبحت مورداً ثميناً.
يتم تحويل القذائف إلى مدافئ أو أدوات طبخ بدائية للمنازل، بينما يأتي الحدادون وعمال آخرون إلى أبو مالك.
وقال لموقع “ميدل إيست آي-Middle East Eye“: “نبيع أيضاً البارود لعمال البناء لأنه يساعدهم في تفجير الصخور وتحويلها إلى حجارة للبناء”.
وقال أبو مالك، “كنت أشتري هذه القذائف والصواريخ من المدنيين الذين يجمعونها من الأماكن التي تعرضت للقصف، حيث أصبحت هذه الأدوات القاتلة مصدر رزق لنسبة كبيرة من المدنيين”.
“وفي بعض الحالات، يأتي إلينا أشخاص يعثرون على صواريخ أو قذائف غير منفجرة حتى نتمكن من التعامل معها بطريقة تقضي على خطرها تجاه المدنيين. ولكننا كثيراً ما نفتقر إلى المعدات اللازمة للتعامل مع بعض مخلفات الحرب غير المنفجرة من أجل تحويلها إلى أشياء صالحة للاستخدام.
وقال أبو مالك إن سنوات خبرته أثبتت قيمتها. وأضاف أن”نتيجة التعامل مع مخلفات الحرب لما يقرب من تسع سنوات، اكتسبنا خبرة في مجال إعادة تدويرها أكثر من العديد من المؤسسات المتخصصة في هذا الشأن”. غير أنه يدرك جيداً المخاطر التي ينطوي عليها الأمر.
وفقاً لمنظمة “the Halo Trust“، وهي منظمة تركز على معالجة الألغام الأرضية والألغام غير المنفجرة والقذائف أن مخلفات الحرب تسببت في وقوع ما لا يقل عن 3500 حادث في سورية منذ عام 2015، مع 25 في المائة من الضحايا هم أطفال صغار.
بينما يساعد أطفال أبو مالك الصغار في تخزين الشظايا، قال إنه يبعدهم عن أعمال القذائف أو الصواريخ غير المنفجرة.
وقال “أبنائي الثلاثة وأبناء إخوتي وبعض العمال يساعدوني في العمل، لكنني لا أسمح لأي شخص بالاقتراب من أي شيء قد يكون خطيراً”. “يساعدني أبنائي بعد الانتهاء من المدرسة، حيث أعلق أهمية كبيرة على تعليمهم.
و”أعتقد أنه بالمعرفة، يمكننا إعادة بناء ما دمرته الحرب”.
تصوير: (MEE / مصطفى دحنون)