بعدما انكشف نظام الأسد، حتى في أعين مواليه، كعصابةٍ داخليةٍ وكأداةٍ خارجيةٍ، وبعدما فاضت ساحة المعارضة بألوان حربائية من معارضاتٍ فهمت الثورةَ كفرصةٍ شخصيةٍ لجمع المال وحيازة النفوذ... صار لا بدَّ من الدفع قُدُماً باتجاه تشكيل تيَّار سياسي إنقاذي.
28 / أيلول / سبتمبر / 2020
المصدر: زمان الوصل | ماهر شرف الدين
تمرُّ القضية السورية، اليوم، في أخطر مرحلةٍ لها على الإطلاق، فإما أن تكون مرحلة تصفية لهذه القضية، وإما أن تكون مرحلةً ينجح فيها الوطنيون السوريون بفرض أنفسهم ورؤيتهم في معادلة الحلّ السياسي الآتي لا محالة.
وبعدما انكشف نظام الأسد، حتى في أعين مواليه، كعصابةٍ داخليةٍ وكأداةٍ خارجيةٍ، وبعدما فاضت ساحة المعارضة بألوان حربائية من معارضاتٍ فهمت الثورةَ كفرصةٍ شخصيةٍ لجمع المال وحيازة النفوذ… صار لا بدَّ من الدفع قُدُماً باتجاه تشكيل تيَّار سياسي إنقاذي تلتفُّ حوله جميع الشخصيات الوطنية السورية التي لم تتلوَّث بالدم أو بالمال أو بالتسويق للمشاريع المشبوهة التابعة لأجندات بعض الدول.
ولأنه، في طرحٍ حسَّاس كهذا الطرح، لا ينفعنا الكلام العمومي في الحديث عن شخصيات إعجازية غير موجودة على أرض الواقع يجدر بنا اختراعها أو انتظار العقود المقبلة لتجود بمثلها…
ولأنه لا بدَّ لهذا الطرح من أن يكون واقعياً ومقترناً بتسمية شخصياتٍ تستطيع السير به وتحمُّل أعبائه…
ولأنه أجد من واجبي ألا أتردَّد في تسمية الشخصية التي أعتقد بأنها الأكثر جدارةً وقدرةً على تشكيل حركة إنقاذية تضطلع بدور رئيسي في قيادة المرحلة المقبلة… فإني أُسمّي د. رياض حجاب، رئيس الوزراء المنشقّ، وأدعوه لأخذ زمام المبادرة.
ولشرح وجهة نظري أو أسباب اعتقادي بأفضلية حجاب على سواه، سأُفصّل ذلك في نقاطٍ سبعٍ أجدها نقاط قوَّةٍ تتوافر في الرجل مجتمعةً، ولا تتوافر في بقية المعارضين الآخرين مجتمعةً أيضاً:
أولاً، هو أرفع شخصية تنشقّ عن نظام الأسد.
ثانياً، هو موضع إجماع إيجابي لدى شريحة واسعة من أبناء الثورة.
ثالثاً، وهذه نقطةٌ أجدها مهمَّةً للغاية، هو موضع تطمين لمختلف شرائح الشعب السوري، بما فيها شريحة الموالين الذين عرفوه محافظاً للاذقية.
رابعاً، هو المعارض الأكثر ممارسةً لمهام الإدارة وشؤون الحكم في الدولة.
خامساً، هو شخص مُحصَّن –بسبب تاريخه السياسي قبل الانشقاق وسلوكه بعده- ضدَّ أهم تهمتَيْن في لائحة التهم الرئيسية التي يستعملها نظام الأسد وحلفاؤه لتشويه صورة المعارضين: التطرُّف والطائفية.
سادساً، هو شخصية معتدلة ومقبولة دولياً، وهو بالتوازي مع ذلك ابن الأكثرية التي جرت عليها أعمالُ الإبادة والتطهير.
سابعاً، هو ابن محافظة دير الزور التي باتت تقع ضمن سيطرة ما يُعرَف بـ”الإدارة الذاتية”. بمعنى أنه ابن المنطقة التي يقع على عاتقها تطويق المشاريع الانفصالية التي تُهدّد وحدة الأراضي السورية.
وبالطبع أستطيع الاستطراد أكثر في ذكر نقاط إضافية أُخرى، ولكني أجد النقاط السبع أعلاه هي الأهمّ والأكثر ترجيحاً ليكون رياض حجاب الأنسب لقيادة المرحلة المقبلة والداهمة، ولتشكيل حركة أو تيَّار وطني إنقاذي، يضع المصلحة السورية فوق كلّ اعتبار، فيمحضه السوريون الثقة ويمنحونه الزخم اللازم لتصدُّر المشهد، من ثمَّ البدء بتغييره.