غادرت المجموعة الأولى من اللاجئين العراقيين سوريا في حافلات عبر معبر اليعربية الحدودي، حسبما أفادت مصادر إعلامية.
06 / آذار / مارس / 2022
*مع العدالة | أخبار ومتابعات
عاد ثمانمائة لاجئ عراقي تقطعت بهم السبل في شمال شرق سوريا إلى وطنهم في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث ورد أن مئات آخرين سيتبعونهم قريباً في الوقت الذي تسعى فيه بغداد إلى إعادة مواطنيها من سوريا دمرتها حرب الطاغية بشار الأسد وحلفائه.
وبحسب وكالة “فرانس برس”، كشف مسؤول كردي سوري أن الحكومة العراقية “وافقت على عودة (ما مجموعه) 800 أسرة”، وأن العودة تم تسهيلها يوم الخميس من هذا الأسبوع.
غادرت المجموعة الأولى من اللاجئين العراقيين سوريا في حافلات عبر معبر اليعربية الحدودي، حسبما أفادت مصادر إعلامية.
بعد الهزيمة العسكرية والإقليمية “لتنظيم الدولة-داعش” في عام 2019، تم أسر مقاتلي التنظيم الناجين واحتجازهم في سجون شمال شرق سوريا، بينما تم احتجاز عائلاتهم – النساء والأطفال – في معسكرات اعتقال في جميع أنحاء المناطق التي تديرها الميليشيات الكردية.
العديد من المحتجزين في المخيمات هم من الرعايا الأجانب من المنطقة، وكذلك من خارج آسيا وأوروبا. وقد بذلت معظم الدول التي ينتمي رعاياها إلى “داعش” محاولات لإعادة مواطنيها من شمال شرق سوريا، ولكن هناك العديد من الدول التي تخشى أن يشكل المحتجزون العائدون تهديدات محتملة لأمنها القومي.
وبحسب ما ورد اتخذ العراق تدابير للحد من هذا الخطر، حيث قال مصدر أمني عراقي كبير لوكالة فرانس برس “لقد كنا نتحقق من هوياتهم [اللاجئين العراقيين] لأسباب أمنية خلال العام الماضي. وأضاف المصدر أن عودتهم مهمة ” لأنهم يعانون من الظروف الاقتصادية الصعبة في سوريا.”
نفذت بغداد العديد من عمليات الإعادة إلى الوطن من شمال شرق سوريا على مدى السنوات القليلة الماضية، ولكن ظهرت تقارير توضح المخاطر التي تواجهها العائلات “السنية” عند عودتها. ومع رؤية الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران لهم كمتعاطفين مع “داعش” وحتى الحكومة قامت بتهميشهم، فقد واجهوا الاضطهاد بشكل متزايد.
ففي كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، على سبيل المثال، كان من المقرر إعدام مئات السنة الأبرياء المحتجزين في السجون العراقية بعد اتهامهم بالمسؤولية عن التفجيرات الانتحارية في بغداد.
تعد المخيمات السورية للاجئين في الشمال الشرقي، (الحسكة) من أكثر الأمكنة التي تزدحم بعوائل مقاتلي داعش، وخاصةً مخيم الهول، طبعاً عدا عن السجون التي تديرها قوات “قسد”، والتي يقبع فيها المئات من مقاتلي تنظيم الدولة، الذين إما استسلموا بعد معركة الباغوز الشهيرة، أو تم أسرهم.
لا ترى حكومات العالم الضحايا من عائلات وأطفال هؤلاء المقاتلين، وخاصةً الجيل الذي ولد في المخيمات، أو أثناء عمليات النزوح بين القرى والبلدات السورية؛ فهي، أي الحكومات الغربية، تركز بشكل أساسي الآن على عوائل مقاتلي داعش الأجانب، وتترك الأطفال الآخرين من بلدان عربية، الذين يعتبرون ضحايا مثل باقي الأطفال من أي جنسية أخرى، لذا أصبحوا ضحايا حرب، وتجاذب مصالح، ومفاوضات على حساب دماء الأبراء.