وحدات تابعة للفرقة الرابعة، نفَّذت عمليات هدم استهدفت فيها أكثر من 50 منزل سكني تم جرفهم بشكل كامل في منطقة “غرب الأوتوستراد” في مدينة حرستا، مستخدمة جرافات وآليات صناعية ثقيلة
03 / حزيران / يونيو / 2020
*المصدر: صوت العاصمة
أقدمت وحدات عسكرية تتبع للحرس الجمهوري، مدعومة بعدد من الجرافات والآليات الصناعية الثقيلة، أمس الثلاثاء 2 حزيران، على تنفيذ عمليات هدم طالت عدداً من المنازل في حي “العوينة” بمنطقة حرستا الغربية، بعد قرابة الشهر على عملية مشابهة نفذتها الفرقة الرابعة في منطقة “غرب الأوتوستراد” في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية.
قائد الحرس الجمهوري في حرستا، أبرم عقد مع أحد المتعهدين المدنيين في المنطقة، أوكل إليه بموجبه هدم المنازل الواقعة في منطقة “العوينة” وترحيلها، وسحب الحديد والأنقاض منها، مقابل نسبة مالية تُقدم للحرس الجمهوري فور انتهاء العملية، بحسب مصادر صوت العاصمة.
وأشارت المصادر إلى أن الحي المذكور يضم أكثر من 30 منزلاً خالياً من الدمار، مهددة بالهدم خلال الحملة الجارية، لافتاً أن السيطرة على منطقة حرستا الغربية متقاسمة بين الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة.
وأكَّدت المصادر أن حملة الهدم توقفت صباح اليوم وبشكل مؤقت، إثر اجتماع عقده وفد من أهالي المنطقة، ضم رئيس مجلس المدينة “عدنان الوزة” وعدد من أعضاء لجان المصالحة في المدينة، والمختار السابق للحي المستهدف “أبو زياد كماشة”، مع رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة، للتفاوض على إيقاف الحملة المذكورة.
وبحسب المصادر فإن الوفد حصل على كتاب خطّي صادر عن رئيس فرع الأمن العسكري، وجهه لقائد الحرس الجمهوري لإيقاف العملية بشكل “مؤقت”، مؤكدةً أن الآليات لا تزال في المنطقة حتى الآن.
وحدات تابعة للفرقة الرابعة، نفَّذت عمليات هدم استهدفت فيها أكثر من 50 منزل سكني تم جرفهم بشكل كامل في منطقة “غرب الأوتوستراد” في مدينة حرستا، مستخدمة جرافات وآليات صناعية ثقيلة، تزامناً مع منع سكان منطقة الهدم والمزارعين من دخول أراضيهم الزراعية من قبل الحواجز العسكرية التابعة للفرقة الرابعة، والمتمركزة في محيط المدينة، وسط مخاوف من عمليات استيلاء قد تجري بموجب القانون رقم 10، على الأراضي الزراعية كما جرى في بعض الأحياء المجاورة كالقابون وتشرين ومزارع حي برزة.
وأغلق النظام المنطقة بشكل نهائي بعد سيطرته عليها في أيار 2017، إثر معارك عنيفة انتهت باتفاق تهجير شمل أحياء القابون وبرزة وتشرين ومنطقة حرستا الغربية، حتى عاود السماح لبعض الأهالي من سكان المنطقة بزيارتها، بعد ضغوطات شعبية على لجان المصالحة، شرط الحصول على موافقة من المسؤول العسكري عن المدينة العميد في الفرقة الرابعة “نجيب كريمو”.
وتشترط الموافقات التي كان يحصل عليها سكان المنطقة، على الدخول والخروج إليها في نفس اليوم، وعدم النوم في عقاراتهم، وترك هوياتهم الشخصية عند الحواجز العسكرية لأخذها خلال الخروج، ولكن على ما يبدو أنه وبعد عمليات الهدم الكبيرة التي شهدتها المنطقة، ستتوقف الزيارات بشكل نهائي، وسيفرض النظام طوقاً أمنياً جديداً في محيطها.
ونقل موقع صوت العاصمة عن مصدر خاص، أواخر 2019 الفائت، أن رجل الأعمال محمد حمشو بدأ العمل بخطة تمكنه من تملك المساحة الأكبر في المنطقة، تمثلت بترهيب الأهالي ومنعهم من دخولها في الوقت الراهن، ليطلق خطة الترغيب في الفترة القصيرة القادمة.
ويتيح القانون رقم 10 لعام 2018 إحداث منطقة تنظيمية أو أكثر ضمن المخطط التنظيمي العام للوحدات الإدارية، والذي جاء بعد المرسوم 66 لعام 2012 الذي يقضي بتنظيم منطقتي “ماروتا سيتي” و”باسيليا سيتي” ضمن دمشق.