خسر الألاف حيواتهم من السوريين الهاربين من بلادهم، بسبب الحرب التي شنها نظام الأسد ضد معارضيه، باتجاه أوروبا خلال عبورهم للبحر المتوسط، كخطوة على طريق رحلة الهجرة المحفوفة بالمخاطر والتي عاشها مئات الألاف منهم
16 / آذار / مارس / 2019
*المصدر: السورية نت
يعمل مركز “تحليل بيانات الهجرة العالمي” التابع لمنظمة الهجرة العالمية “IOM” في ألمانيا، على جمع بيانات كاملة عن السوريين الذين غرقوا في البحر المتوسط، أثناء رحلة لجوئهم المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا منذ 2014 وحتى اليوم.
وبحسب تقرير لوكالة “الأناضول (link is external)” بنسختها التركية أمس الجمعة، وترجمته “السورية نت” تم تسجيل بيانات لـ 497 سورياً من بين اللاجئين الذين ابتلعهم المتوسط، منهم 219 شرق المتوسط (تركيا) و278 غرقوا في وسط المتوسط (ليبيا).
وتقول مسؤولة المشروع “مارتا ديونس” : “أن من بين السوريين الغارقين 67 طفلاً، منهم 53 شرق المتوسط و14 في وسطه”، وتضيف أن “الأرقام المسجلة لا تعكس الواقع وهي أقل من الأرقام الحقيقية”.
تحديات تواجه المشروع
وتشير ديونس إلى أنه “يمكن الحصول على معلومات دقيقة عن الأشخاص الذين يغرقون في البحر فقط في حالة العثور على جثثهم وبطاقاتهم الشخصية”، مضيفة أنه “في الكثير من الحالات تبقى جثث الضحايا في الماء ولا تكتشف، وهذا يعني أنه لا يمكن الحصول على معلومات حولها، ما يمنعنا من توثيق جنسيات وأعداد الأشخاص الذين يغرقون في البحر بشكل دقيق”.
ومن الأسباب الأخرى التي تواجه توثيق أعداد الضحايا بشكل دقيق، منها “تعدد خطوط الهجرة واتساعها والسرية التي تحاط بها هذه الرحلات والأسلوب الذي تتجاوب فيه المؤسسات المسؤولة عن إنقاذ المهاجرين في البحر، والكثير من العوامل التي تعتبر مؤثرة جداً في إخفاء الوفيات بين المهاجرين”، بحسب التقرير.
وخسر الألاف حيواتهم من السوريين الهاربين من بلادهم، بسبب الحرب التي شنها نظام الأسد ضد معارضيه، باتجاه أوروبا خلال عبورهم للبحر المتوسط، كخطوة على طريق رحلة الهجرة المحفوفة بالمخاطر والتي عاشها مئات الألاف منهم .
وبحسب تقرير نشرته “IMO”، فقد تناقصت نسبة الوفيات المسجلة بين المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط عام 2018 للوصول إلى أوروبا عبر تركيا، بنسبة ملحوظة قياساً على ما كانت عليه في العام 2016، لكن المنطقة ما تزال أخطر منطقة للهجرة حسب ما نشر الموقع.
وشكل السوريون النسبة الأكبر من الأشخاص الذين أجبروا على الهجرة باتجاه أوروبا، حيث ما يزال المحظوظون منهم يواجهون ظروفاً صعبة في إسبانيا وإيطاليا واليونان وبلغاريا (بعد نجاحهم في عبور المتوسط)، في حين فقد الكثير منهم حياتهم في رحلات زوارق الموت.