في شرق سوريا، يواجه النازحون من آخر جيب لـ"تنظيم الدولة" في محافظة دير الزور، صعوبات كبيرة من "الانتظار لأيام في البرد، دون توفر مأوى أو حتى اللوازم الأساسية التي يحتاجونها"
16 / كانون الثاني / يناير / 2019
المصدر: السورية نت
توفي 15 طفلاً نازحاً، غالبيتهم من الرضع، في سوريا جراء البرد القارس والنقص في الرعاية الصحية، وفق ما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم الثلاثاء.
ولقى الأطفال، وبينهم 13 لم يبلغوا عمر السنة، حتفهم في مخيم الركبان الواقع في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع الأردن والذي يعاني من نقص حاد في المساعدات الإنسانية، وآخرون خلال الرحلة الشاقة بعد الفرار من آخر جيب لتنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق البلاد.
وقال “خيرت كابالاري”، المدير الإقليمي لليونيسف في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان: “تتسبب درجات الحرارة المتجمدة والظروف المعيشية القاسية في الركبان (…) في تعريض حياة الأطفال للخطر بشكل متزايد”.
وأضاف: “خلال شهر واحد فقط، لاقى ما لا يقل عن ثمانية أطفال حتفهم، معظمهم عمره دون الأربعة أشهر، وكان عمر أصغرهم ساعة واحدة فقط”.
ويعاني مخيم الركبان حيث يعيش نحو 50 ألف نازح من ظروف إنسانية صعبة، خصوصاً منذ العام 2016 بعدما أغلق الأردن حدوده مع سوريا معلناً المنطقة “منطقة عسكرية”. وتحتاج المساعدات الإنسانية أحياناً أشهر طويلة للدخول إلى المخيم.
وفي نوفمبر الماضي/ تشرين الثاني، دخلت دفعة أولى من المساعدات الإنسانية للمرة الأولى إلى المخيم بعد انقطاع طال عشرة أشهر.
والركبان هو مخيم عشوائي لا تديره جهة بعينها، سواء من الجانب السوري أو الأردني، ويقع في المنطقة المحرمة بين البلدين على الحدود الشمالية الشرقية للمملكة، ويضم ما يزيد عن 60 ألف نازح سوري، كانوا ينتظرون السماح لهم بدخول الأراضي الأردنية؛ هرباً من الحرب.
وقال نشطاء في المخيم، على صفحة “أسواق الركبان وأسعار المواد” بموقع “فيسبوك”، إنه في ظل البرد القارس يعيش أهالي المخيم في وضع مأساوي؛ جراء عدم وجود حطب للتدفئة، وارتفاع أسعار المحروقات، بالتزامن مع عواصف تضرب المنطقة.
معاناة أخرى بدير الزور
وفي شرق سوريا، يواجه النازحون من آخر جيب لـ”تنظيم الدولة” في محافظة دير الزور، صعوبات كبيرة من “الانتظار لأيام في البرد، دون توفر مأوى أو حتى اللوازم الأساسية التي يحتاجونها”.
وأكد “كابالاري” في البيان ذاته، أن تقارير أفادت بأن “الرحلة الخطرة والصعبة أدت إلى وفاة سبعة أطفال، معظمهم لم يبلغ السنة الواحدة من العمر”.
وتابع: “لا تزال حياة الأطفال تُختزل نتيجة تعرضهم لظروف صحية يمكن تداركها بالوقاية أو بالعلاج”، مضيفاً “أمور كهذه لا يمكن قبولها ونحن في القرن الحادي والعشرين. يجب أن يتوقف فقدان الحياة بهذه الطريقة المأساوية”.
وحذر كابالاري من أنه في حال عدم توفر الرعاية الصحية والحماية، فإن “عدد أكبر من الأطفال سيموت يوماً بعد يوم في الركبان ودير الزور وأماكن أخرى في سوريا”.
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول، نزح أكثر من 10 آلاف شخص، وفق الأمم المتحدة، من هذه المنطقة التي تشن ميليشيا “قوات سوريا الديموقراطية”، هجوماً منذ أشهر لطرد التنظيم منها.
المادة من المصدر ⇐ هنا