بمجرد ذكر كلمة الخبز واقترانه بالموت في المشهد السوري، فإن أول ما يصطدم بذاكرة السوريين مجزرة "حلفايا" في ريف حماة، المجزرة التي شهدت أعنف الغارات المستهدِفة لطوابير المدنيين وأكبر عدد لضحايا أفران الخبز
17 / شباط / فبراير / 2019
*أحمد طلب الناصر- مع العدالة
“ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”، ولكن في سوريا (الأسد) بالخبز وبغيره يفنى الإنسان. إذ لمْ يكتفِ نظام الأسد بمحاربة السوريين في ديارهم وملاجئهم ومدارسهم ومشافيهم بل راح يحاربهم في قوتهم ولقمة عيشهم، وعلى رأسها رغيف الخبز المصنّف على رأس قائمة احتياجات البشر والشرط البيولوجي الضروري لاستمرارية العيش؛ لتصبح الأفران من بين الأهداف الرئيسة على خارطة انتهاكات قصف الأسد اليومية تُضاف للأبنية السكنية والمدارس والمراكز الطبيّة والأسواق العامة.
وبالرغم من الانخفاض الكبير في إنتاج الدقيق داخل سوريا منذ الشهور الأولى لاندلاع الثورة، لا سيما في المحافظات الثائرة والتي تصنّف في مقدمة المحافظات السورية بزراعة القمح، كدرعا ودير الزور، وأرياف حلب وحمص وحماة، بالإضافة إلى الغوطة الشرقية. إلا أن طيران النظام وجميع آلات حربه تابعوا، عن قصدٍ ونيةٍ مسبقة، خفض الإنتاج بصورة كارثية بهدف معاقبة سكّان تلك المدن بجميع الوسائل والأساليب الوحشية المتاحة، وأولها استهداف طوابير المواطنين الواقفين على أبواب الافران بالقصف البري والجوي أو استهداف كل من يحاول إيصال المساعدات من “ربطات” الخبز إلى المحاصرين داخل الأحياء والملاجئ؛ لتختلط دماؤهم مع أرغفة الخبز .
-
مجازر الرغيف السوري الأحمر:
بمجرد ذكر كلمة الخبز واقترانه بالموت في المشهد السوري، فإن أول ما يصطدم بذاكرة السوريين مجزرة “حلفايا” في ريف حماة، المجزرة التي شهدت أعنف الغارات المستهدِفة لطوابير المدنيين وأكبر عدد لضحايا أفران الخبز.
صباح يوم المجزرة في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2012، وبعد توقّفه لأيام عدّة، انتشر نبأ تشغيل الفرن الآلي بين أهالي البلدة بعد تأمين كمية لا تتجاوز عشرين كيساً من الدقيق، فبدأ الناس بالتوجه إلى الفرن والتجمّع أمام بابه ما شكّل ازدحاماً كبيراً مؤلفاً من أربعة طوابير.
بقي الفرن يعمل ويوزّع حصص الخبز على تلك الطوابير حتى الساعة الرابعة عصراً، حينذاك أغارت طائرة (سوخوي 22) وألقت 8 قنابل عنقودية محرّمة دولياً، أصابت أولها المتجمعين أمام الفرن بشكل مباشر محدثة انفجاراً هائلاً تلاه انفجارات عدّة أدّت إلى تناثر اشلاء الأهالي ضمن قطر يتجاوز مئتي متر على أقلّ تقدير.
وبعد انقشاع الدخان وإخماد النيران تم الكشف عن 94 جثة هامدة، نصفها مشوّه لم يتم التعرّف على هويات أصحابها. وبخلاف غالبية ضحايا القصف والدمار كان عدد الجرحى أقل بكثير من عدد ضحايا الموت في هذه المجزرة، بسبب فعالية القنابل العنقودية ذات القدرة الهائلة على التشظّي والقتل المباشر.
إلا أن مجزرة حلفايا لم تكن البداية في حرب النظام على لقمة السوريين، بل سبقتها العديد من “مجازر الخبز والدم” كما بات يُطلق عليها في صفحات الإعلام وكتابات النشطاء ومراكز حقوق الإنسان.
وكما احتلّ عام 2012 معظم مجازر النظام الجماعية داخل حارات وشوارع وسجون ومنازل ومدارس المدن والبلدات السورية سواء بالإعدامات الميدانية أو بالقصف المباشر أو بالسلاح الأبيض أو بالتعذيب، كذلك تربّعت تلك السنة المشؤومة على عرش مجازر الخبز والأفران التي أخذت بالتناقص عقب انتهاء هذه السنة نتيجة توجّه الثوار إلى إنشاء المخابز والأفران داخل أقبية محصنة بعيدة عن رصد النظام وقصفه، والاعتماد على متطوعين يقومون بتوزيع مخصصات الخبز على الأهالي داخل أماكن سكنهم بدلاً من تجمعهم قرب الأفران.
وأول المناطق التي استهدف أفران خبزها نظام الأسد كانت محافظة حمص، وبدأ ذلك الاستهداف المتعمّد مع مجزرة فرن “حي عشيرة” بتاريخ 16 يناير/ كانون الثاني 2012 لتمتد بعدها إلى مختلف المناطق السورية، حيث شملت أعنفها محافظات حلب وحماة ودير الزور وإدلب، ليُضاف إلى سجلّ النظام نوع جديد من جرائمه ضد الإنسانية.
تم توثيق معظم تلك الانتهاكات الصارخة، وسنمرّ عليها تباعاً بدءاً من الأقدم، وذلك بحسب كل محافظة سورية:
- محافظة حمص: تم استهداف 6 أفران راح ضحيتها 31 شخصاً، بينهم 12 طفلاً، إضافة إلى ما يقرب من 285 جريحاً.
- محافظة حلب : تم استهداف أكثر من 30 فرناً، سقط على إثرها أكثر من 200 مدني، بينهم 41 طفلاً، إضافة إلى ما يقرب من 550 جريحًا بينهم 70 طفلاً.
- محافظة حماة : وأكبر مجازرها كانت مجزرة حلفايا التي مررنا عليها، وسقط فيها 94 مدنياً بينهم 7 أطفال، إضافة إلى 80 جريحاً.
- محافظة إدلب : مجزرة فرن كفر عويد راح ضحيتها 10 أشخاص بينهم 4 نساء، إضافة إلى ما يقرب من 120 جريحاً. وأيضاً قصف كل من فرن “بنّش”، و”سراقب”، و”معرتمصرين” الذي ذهب ضحيته 9 أشخاص.
- محافظة دير الزور: أعنفها كانت مجزرة فرن “البصيرة” التي راح ضحيتها 22 شخصاً، بينهم 3 أطفال، إضافة إلى ما يقرب من 45 جريحًا.
وتعرضت أفران كثيرة أخرى للقصف والتدمير التام في مناطق متفرقة من المحافظات السورية، منها ما خلّفت ضحايا مباشرة من القصف، ومنها ما تم استهدافه وإخراجه عن الخدمة ما أدى لتعرّض المئات والآلاف من أبناء مناطقها للموت جوعاً؛ كأفران داريا والزبداني والغوطة الشرقية وريف درعا.
وبذلك يصبح عدد الأفران المستهدفة من قبل قوات النظام وحليفه الروسي ما يزيد عن 50 فرناً، مخلّفاً ما يقرب من 350 مدنياً بينهم 65 طفلاً و12 من النساء لقوا حتفهم جميعاً، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد عن 1100 شخص أكثر من نصفهم يعاني إصابات مستدامة كبتر الأعضاء أو توقّف نشاطها.
-
الرغيف المعجون بالدم، وتفاصيل الجريمة:
وكما أشرنا، تكون البداية مع حمص وأفرانها:
- فرن حي “عشيرة” 16/1/2012:
تم استهداف فرن “اللواء” في حي عشيرة من قبل قوات الأمن والشبيحة حيث قاموا بإطلاق الرصاص على المواطنين المصطفين في طوابير الفرن بانتظار شراء الخبز، وكانت الحصيلة سقوط 3 ضحايا ووقوع عشرات الجرحى.
- مجزرة “الفرحانية” 16/6/2012 :
أطلقت قوات النظام قذائف “الهاون” على أهالي قرية الفرحانية الواقفين بانتظار الحصول على الخبز أمام فرن القرية، ما أسفر عن سقوط 5 ضحايا بعد أن تقطعت أوصالهم وتناثرت في المكان، بالإضافة إلى أكثر من 20 جريحاً .
- مجزرة فرن “الحميدية” 6/7/2012 :
وهو الفرن الوحيد المتبقي للحي، والذي يزود من بقي حياً من الأهالي بالخبز، تم استهدافه بالصواريخ الموجهة من قبل قوات النظام، ما أدى إلى تدميره وسقوط ما لا يقل عن 3 أشخاص وعشرات الجرحى.
- مجزرة فرن تلبيسة، 24/12/ 2012:
حصلت المجزرة جراء غارة جوية أطلقت 6 صواريخ على الفرن ما أدى لسقوط 15 شخصاً على الأقل، بينهم 5 أطفال، 4 منهم من عائلة واحدة.
- فرن “الغنطو” :27/12/2012 :
استهدف طيران النظام المخبز الآلي في المدينة ما أدى إلى وقوع 3 ضحايا بينهم طفل، وعشرات الجرحى.
-
محافظة حلب:
وتعتبر الأكثر استهدافاً للأفران داخل المدينة وريفها، ومن بين الأفران المستهدفة:
- فرن “البامة” في حي “الشعار” 4/8/2012 :
تم استهداف الفرن بقصف مدفعي أدى لحصول أضرار مادية .
- فرن حسين “كرم القاطرجي” 7/8/2012 :
أدى القصف إلى سقوط عدد من الجرحى مع أضرار مادية في المباني المجاورة.
- مجزرة فرن جمال “طريق الباب” 10/8/2012 :
حصلت مجزرة جراء قصف بالطيران الحربي أدى لسقوط أكثر من 12 من الضحايا و25 جريحاً.
- فرن “بنشي” في طريق الباب أيضاً 10/8/2012 :
أدى إلى سقوط العديد من الجرحى مع أضرار مادية جسيمة لمبنى الفرن جراء القصف.
- فرن الشيخ سعيد 11/8/2012 :
تم قصفه بقذيفة هاون ما أسفر عن سقوط 7 ضحايا وجرح العديد من المدنيين.
- مجزرة الفرن الآلي في “قاضي عسكر” :
وقد تعرض هذا الفرن للقصف أربع مرات، كان أعنفها بتاريخ 16/8/2012 نتيجة سقوط 41 من الضحايا و27 جريحاً.
- فرن “كنجو” في حي الميسر 17/8/2012 :
استهدف الفرن بالطيران الحربي وأسفر عن إصابة ما يقرب 47 مدنياً معظم إصاباتهم خطيرة، وبينهم أطفال، كم أسفر عن تدمير مبنى مجاور مؤلف من طابقين.
- مجزرة فرن “أقيول” بالقرب من حي باب الحديد 21/8/2012 :
سقط في المجزرة 20 شخصاً بالإضافة إلى إصابة ما يقرب من 50 آخرين نتيجة قصف استهدف الأهالي ومبنى الفرن.
- الفرن الاحتياطي في مدينة الباب 22/8/2012 :
تم استهدافه بالطيران وأسفر عن تدميره وتعطيله، كما تكرر القصف على الفرن بتاريخ 12/9/2012.
- الفرن الأهلي في بلدة “مارع” 22/8/2012 :
استهدف بالطيران وأسفر عن حدوث أضرار كبيرة.
- فرن “حنّان” في حي “الحيدرية” 24/8/2012 :
أدى سقوط قذيفة هاون على الفرن إلى إصابة طفلين بشظايا وضرر في المبنى.
- فرن “الذرة” في حي الصاخور 26/8/2012 :
استهدف بقصف مدفعي أدى إلى سقوط جرحى كانوا مصطفين ضمن طابور لشراء الخبز.
- الفرن الآلي في دارة عزة 6/9/2012 :
استهدف بقصف مدفعي أدى إلى انهياره.
- فرن حي سليمان الحلبي 8/9/2012 :
استهدف بالطيران الحربي وأدى إلى دمار وأضرار كبيرة بالفرن.
- فرن حي المرجة 25/9/-2012 :
استهدف أيضاً بقصف للطيران الحربي أسفر عن أضرار جسيمة بالفرن وتوقفه عن العمل، كما تجدد القصف على الفرن بتاريخ 8/10/2012 ما أسفر عن استشهاد 3 أطفال.
- الفرن الاحتياطي في مدينة منبج 26/9/2012 :
استهدف بالطيران الحربي وسبّب أضراراً مادية.
- مجزرة فرن الذرة في مساكن هنانو 23/10/2012 :
استهدف الفرن بقصفٍ بالدبابات على طابور المواطنين المصطفين أمام الفرن ما أدى لسقوط ما يقرب من 20 مدنياً وأكثر من 40 جريحاً.
- الفرن الآلي في بلدة “صوران” 29/10/2012 :
تم قصفه بالطيران الحربي ما أدى لسقوط العديد من الجرحى.
- مجزرة الفرن الآلي في “الأتارب” 31/10/2012 :
تم قصفه بالطيران الحربي وأسفر عن سقوط ما يقرب من 18 مدنياً و35 جريحاً على الأقل.
- الفرن الاحتياطي في “كفر حمرة” 31/10/2012 :
استهدف بالطيران الحربي ما أسفر عن سقوط طفلين وامرأة والعديد من الجرحى.
- مجزرة فرن الوليد في حي الحيدرية 2/12/2012 :
تم قصف الفرن بقذائف بالهاون وأسفر عن سقوط تسعة من المدنيين على الأقل، بينهم طفلتان بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
- مجزرة فرن “الإدلبي” في حي “بستان القصر” 3/12/2012 :
تم استهداف الفرن بالمدفعية على الأهالي المتجمعين بانتظار الخبز، ما أسفر عن سقوط 20 مدنياً وما يقرب من مئة جريح.
- الفرن الآلي في جرابلس 8/12/2012 :
تم استهدافه برشاشات الطيران ما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى.
- فرن الذرة في “الهلّك”- “عين التل” 18/12/2012 :
أسفر عن سقوط طفلين وعدد من الجرحى إثر القصف المدفعي على الفرن.
وفي مطلع عام 2013 تم قصف فرن “قاضي عسكر” مرة أخرى بالإضافة إلى فرن “دير جمال”.
- فرن “السفيرة” 11/10/2013
راح ضحيته 16 مدنياً من بينهم سيدة وأحد عشر رجلاً وأربعة أطفال، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
- فرن “تل القراح” 23/10/2014:
تم إلقاء برميل متفجر وراح ضحيته عشرة مدنيين كما أدى لخروج الفرن عن الخدمة.
- مجزرة فرن “الشهداء” في “حريتان” أواخر شهر مايو/ أيار 2016:
أسفر عن سقوط 10 من المدنيين والعديد من الجرحى.
- القصف الثاني لفرن “الحنان” في حي الحيديرية بحلب 5/6/2016:
أدى لسقوط امرأة واحدة وعدد من الجرحى، وخروج الفرن من الخدمة.
- فرن “المعادي” 28/9/ 2016:
استهدف الطيران الحربي الروسي فرناً للخبز في حي المعادي بحلب، أدى إلى مقتل ما يزيد عن 15 مدنياً، وإحداث دمار واسع في المنطقة، ويعتبر فرن المعادي من الأفران التي كانت تغطي حاجة نسبة كبيرة من أهالي حلب من مادة الخبز أثناء الحصار الخانق.
- فرن “الاتارب” 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2016:
راح ضحية القصف اثنان من المدنيين وجرح ستة أشخاص بينهم 4 من عمال الفرن، وكان الفرن قد استهدف لأكثر من عشر مرات منذ انسحاب قوات النظام من المدينة.
-
محافظة دير الزور:
شهدت المحافظة أعنف مجازر الخبز خلال قصف فرن مدينة “البصيرة” في الريف الشرقي، وذلك في 25/12/2012.
حيث قام طيران الميغ الحربي التابع للنظام اليوم بقصف بلدة البصيرة بعدد من الصواريخ ما أدى إلى وقوع مجزرة سقط ضحيتها أكثر من 22 شخصاً، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
-
محافظة ادلب :
- مجزرة “كفر عويّد” 16/09/2012:
قامت طائرات النظام بإلقاء 7 براميل متفجرة استهدف أحدها مبنى الفرن الآلي في البلدة فقتلت 10 مدنيين من عائلة واحدة بينهم 4 نساء، إضافة إلى ما يزيد عن 120 جريحًا وتدمير قرابة 20 منزلًا .
- فرن “بنّش” أواخر شهر تموز 2016:
تعرض الفرن الآلي في المدينة إلى القصف ما أدى لخروجه عن الخدمة، وكان يغذي نحو 70 ألف مدني بصفته الفرن الآلي الأضخم في المدينة.
- فرن معرتمصرين 14/1/2017:
استهدف الطيران الروسي الفرن الآلي في المدينة، ما أدى لمقتل تسعة من المدنيين، غالبيتهم من عمال الفرن.
- فرن “سراقب 3/1/2018:
تم استهداف الفرن الألي التابع للمجلس المحلي في مدينة سراقب، ما خلف حريق في الفرن وأضرار مادية كبيرة، وحرمان عشرات الألاف من المدنيين من الخبز كونه الفرن الرئيسي الذي يمد مدينة سراقب وريفها بالخبز يومياً .
وفي 20 يناير/ كانون الثاني 2019، قام الطيران الروسي بقصف فرن آلي حديث الإنشاء في قرية “الجانودية” القريبة من جسر الشغور في ريف إدلب، ما أدى لتدميره بشكل شبه كامل، علماً أنه تم افتتاحه حديثاً لتأمين الخبز للمدنيين وقاطني المخيمات في المنطقة.
محافظة الرقة: “الأندلس” 6 سبتمبر/ أيلول 2014
تم استهداف الفرن من قبل طائرة “ميغ” تابعة لنظام الأسد وتسببت في مقتل أكثر من16 مدنياً وجرح العشرات من المصطفين أمام الفرن لشراء الخبز في شارع “تل أبيض” وسط مدينة الرقة.
-
محافظة درعا:
ولإجبار ثوار محافظة درعا على القبول بالاستسلام والدخول ضمن خطط مدن التسوية والمصالحات، قام طيران النظام يسانده الروسي بقصف فرن مدينة “الحراك” في ريف درعا، بتاريخ 15 مارس/ آذار 2018 فخرج الفرن الذي كان يغذي 35 ألف نسمة عن الخدمة.
وعلى إثر استهداف الفرن، تم تدمير مركز لإيواء النازحين مؤلف من عشرة شقق مبنية فوق طابق الفرن المستهدف.
-
ختاماً.. حكاية الخبز المسموم!
نعود مرة ثانية إلى حمص وإلى عام 2012 المشؤوم لنروي قصة الرغيف المميت، ولكن بدون عجنه بالدماء هذه المرة، إذ أن النظام لم يكتفِ بقصف الأفران للقضاء على المدنيين، بل لجأ إلى خيارات موت أخرى، مثال على ذلك ما فعله في قرية “الحصن” حين قام بتسميم الأهالي.
ففي منتصف شهر يوليو/ تموز 2012، وبسبب منع وصول مادة الطحين إلى أفران مدينة “تلكلخ” في ريف حمص لأكثر من شهرين من قبل الشبيحة وقوات الأمن والحواجز العسكرية، ومصادرتها، وقصف قوات النظام لصهاريج الوقود المتجهة نحو الأفران، عمد سكان القرية إلى الاعتماد على الخبز الحكومي القادم من أفران النظام.
وفي إحدى المرات أدخل النظام “ربطات” من الخبز الحكومي وباعه لأهالي القرية، وما هي إلا ساعات قليلة حتى تعرّض أكثر من 45 مواطناً لحالات تسمم حادة أودت بحياة شخصين منهم. وتمكن البقية من النجاة بعد تقديم الإسعافات الأولية والأدوية القليلة المتاحة في المشفى الميداني داخل القرية.