#########

بيانات وتقارير

“القائمة السوداء” تُطلق بنسختها العربية في إسطنبول


ألقى مدير منظمة مع العدالة، وائل السواح، كلمةً استهلها بالحديث عن الدافع الرئيس لإنجاز الكتاب بالرغم من إصدار الكثير من المنظمات والمؤسسات الحقوقية إحصاءات وأرقام وثّقت انتهاكات وجرائم نظام الأسد خلال السنوات الثماني الماضية

05 / تشرين ثاني / نوفمبر / 2019


“القائمة السوداء” تُطلق بنسختها العربية في إسطنبول

 

 

أحمد طلب الناصر- مع العدالة

 

أطلقت منظمة “مع العدالة” النسخة العربية لكتاب “القائمة السوداء: الانتهاكات التي ارتكبها أبرز قيادات النظام السوري”، في إسطنبول، الاثنين، وسط إقبال ملفت لكتّاب وسياسيين وإعلاميين، سوريين وعرب وأتراك، لبّوا دعوة المنظمة بالحضور إلى مركز “حرمون” للدراسات المعاصرة الذي استضاف فعالية إطلاق الكتاب.

وترصد النسخة الحالية من الكتاب الذي أنجزه فريق “مع العدالة” وسبق وأُطلِقت النسخة الإنكليزية منه في الولايات المتحدة الأمريكية، الشهر الفائت، العديد من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي مورست على الشعب السوري منذ اندلاع الاحتجاجات في ربيع عام 2011 وصولاً إلى بداية العام 2019، بالإضافة إلى تحديد 92 شخصاً متهماً بارتكاب تلك الجرائم. كما يلقي الكتاب الضوء على أنواعها وسبل الطرق المشروعة لتنفيذ آلية مساءلة ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم إلى العدالة.

 

صورة من الحضور خلال حفل إطلاق كتاب القائمة السوداء النسخة العربية 

 

وخلال جلسة الافتتاح، ألقى مدير منظمة مع العدالة، وائل السواح، كلمةً استهلها بالحديث عن الدافع الرئيس لإنجاز الكتاب بالرغم من إصدار الكثير من المنظمات والمؤسسات الحقوقية إحصاءات وأرقام وثّقت انتهاكات وجرائم نظام الأسد خلال السنوات الثماني الماضية، فقال: “لسنا ساذجين لنقول بأن العدالة ستتحقق بالصورة التي نريد، ولكنّنا متأكدون بأنها ستتحقق يوماً ما، ولن نرتضي لأنفسنا أن تفقد الأمل والعزيمة”.

وأضاف السواح “نحن واقعيون وعمليّون بذات الوقت، واقعيون لأننا ندرك بأن العدالة لن تطبّق بين ليلة وضحاها، وعمليون لأننا مستمرون بعملنا الذي نؤمن به كي نكون جاهزين حين يأتي اليوم الذي تأخذ فيه العدالة مجراها”.

 

 

وأكّد بأن “بالرغم من جميع التغيّرات والتبدلات السياسية والعسكرية، إلا أن الحلّ الدائم لسوريا المستقبل، الحرة والمدنية والديموقراطية، لا يمكن أن يمر إلا بمرحلة المحاسبة وتحقيق العدالة الشاملة”.

وأشار مدير المنظمة إلى أن الكتاب مؤلف من ثلاثة فصول رئيسة، الأول منها يتناول الحديث عن جهود محاسبة النظام السوري وآليات المساءلة. والثاني يرصد أبرز الانتهاكات التي ارتكبها النظام بحق السوريين خلال العامين 2011-2018، كجرائم القتل الفردية والجماعية واستخدام الكيماوي والبراميل المتفجرة والاغتصاب والانتهاكات ضد الإعلاميين والأطفال وغير ذلك من جرائم الحرب وضد الإنسانية.

 

أما الفصل الثالث وهو الأهم، فيتناول الحديث عن المجرمين المسؤولين عن ارتكاب الجرائم، وعلى رأسهم بشار الأسد ثم شقيقه ماهر الأسد، لتشمل 92 شخصية تتبع لهم بصورة أو بأخرى.

 

ولفت السواح في نهاية كلمته بأنه أهدى نسخة من الكتاب الصادر بالإنكليزية للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أثناء زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ووعده الرئيس التركي بترجمته إلى اللغة التركية.

أما الدكتور عبدالله تركماني، وهو باحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، فشدد في كلمته على “مخاطبة منظمات العالم بلغة القانون التي يفهمونها، والتأكيد على ملاحقة المجرمين ومحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق السوريين”.

 

  • الأتراك يشاركون في إطلاق الكتاب:

وعن الجانب التركي، ألقى نائب البرلمان “حسن طوران” كلمة مطولة عبّر في بدايتها عن سعادته بحضور حفل إطلاق الكتاب، ثم استعرض موقف الدولة التركية من الأحداث السورية مشيراً إلى “تأييد تركيا لمطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة الإنسانية، ولكن للأسف نرى اليوم بأن نصف الشعب السوري هُجّر من أرضه وبيته، ونحو 4 ملايين من السوريين يقيمون اليوم في تركيا”.

 

صورة للنائب في البرلمان التركي “حسن طوران” خلال إلقاء كلمته في جلسة إطلاق كتاب القائمة السورداء

 

وأبدى النائب حزنه على ما يتعرض له السوريون من قتل وتهجير نتيجة الأسلحة المتطورة، مضيفاً بأن “المجرم لا بدّ أن يحاسب ولن يبقى خارج المحاسبة إلى الأبد”.

وأوضح طوران بأن الكتاب “هو جزء مهم من جرائم النظام ضد السوريين، ومعلوماته قيمة ومهمة، وستمثل دليلاً لنا لمحاسبة المجرمين الذين هجّروكم آجلاً أم عاجلاً”.

وفي ختام كلمته تطرّق طوران إلى عملية “نبع السلام” في شرق الفرات، ووصفها بأنها تمثل “وقفة مع شعوب المنطقة لمحاربة الظلم والإرهاب” مضيفاً بأنه “لا بد للسوريين من العودة إلى سابق عهدهم واختيار رئيسهم عبر صناديق الاقتراع”.

الحقوقية التركية والناشطة في شؤون اللاجئات السوريات “بتول طوبال”، أفادت بأن “الكتاب ليس مهماً لنا فحسب، بل للأجيال القادمة التي ستستفيد منه كدليل وتوثيق على الجرائم التي تعرّضتم لها”.

 

 

  • مداخلات وأسئلة:

وعقب انتهاء الكلمات، طرحت العديد من المداخلات والأسئلة من قبل الحضور، فتساءل بعضهم حول تصنيف جيوش وميليشيات الدول الحليفة للنظام، كإيران وروسيا، التي شاركت بسفك الدم السوري وتهجير الشعب؛ والبعض الآخر تساءل عن غياب ذكر جرائم التنظيمات المتشددة التي لا تقل وحشية وخطورة عن جرائم نظام الأسد، وتساءل آخرون عن مدى إمكانية تحويل تلك الجهود في رصد الانتهاكات في الكتاب إلى خطوات عملية مؤثرة في المحاكم الأوروبية والغربية عموماً وتفعيل دور الملاحقة الجنائية الدولية والمحاسبة.

وفي معرض إجابته، أوضح مدير المنظمة بأن الكتاب تطرّق أيضاً لجرائم الميليشيات الأجنبية الحليفة للنظام خلال الفصل الثاني من الكتاب. أما ما يخص الحديث عن انتهاكات التنظيمات المتشددة فسيحتاج إلى مؤلفات إضافية لن يستوعبها الكتاب، وكشف السواح بأن مشروع “مع العدالة” يتكون من 3 مراحل، الأول ويتعلق بجرائم النظام العسكرية، وتم طرحها في الكتاب الحالي. والمرحلة الثانية ستتناول ملف جرائم النظام من خلال الأشخاص الاقتصاديين الذين ساهموا بإذكاء نار الحرب وقاموا بتمويلها مالياً وبشرياً وسينطلق خلال العام المقبل، والثالثة ستتناول ملف جرائم مختلف الأطراف الأخرى.

وعن دور المنظمات الحقوقية الدولية وجهودها، صرّح السوّاح بأنه “لولا وقوف تلك المنظمات ودعمها لجهودنا لما استطعنا إنجاز صفحة واحدة من الكتاب في ظل هذه الأوضاع الصعبة، وهذه حقيقة يعلمها الجميع ولا تخفى على أحد”.

وأضاف بأن المنظمة “بصدد تشكيل لوبي حقيقي بهدف التواصل والضغط على البرلمانيين في الولايات المتحدة لإصدار قرار يتيح محاكمة مجرمي الحرب في سوريا داخل المحاكم الأمريكية كما يحصل في بعض دول أوروبا”.


 

صورة المدير التنفيذي لـ: مع العدالة “وائل السواح” وإلى جانبه الدكتور “عبد الله تركماني” خلال الإجابة على أسئلة الإعلاميين 

 

أما القاضي المنشقّ “خالد شهاب الدين”، وهو من بين المشاركين بإنجاز الكتاب وتنظيم إطلاقه، فقد تولّى الإجابة عن المسائل القانونية والقضائية الاختصاصية، لا سيما حول ما طُرح عن دور المنظمة في آلية “العدالة الانتقالية”، فأوضح شهاب الدين بأن “المنظمة تهتم برصد الانتهاكات وارتكاب القضايا الجزائية والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها، وليس بالعدالة الانتقالية” ثم أردف “ولكن محاكمة الجناة من مرتكبي جرائم الحرب وضد الإنسانية هي جزء أساسي من آلية العدالة الانتقالية”.

وبيّن شهاب الدين بأن المنظمة على تواصل مباشر مع المحاكم الدولية في أوروبا وأمريكا، والتنسيق معهم بشكل قانوني منظّم ومتابعة بعض المحاكمات المتعلقة بمرتكبي جرائم، جرت في بعض الدول الأوروبية.

 

هذا ويقع الكتاب في 375 صفحة من القطع المتوسط، قدّمه رئيس الوزراء السوري الأسبق، الدكتور “رياض حجاب”. وتتخلل صفحاته صورٌ وجداول تضمنت أسماء ضباط ومواقع وميليشيات وتواريخ مختلفة. وتجدر الإشارة بأن الكتاب، بنسختيه العربية والإنكليزية، يتم توزيعه بصورة مجانية للجميع، وليس مخصصاً للبيع مطلقاً؛ وبإمكان أي شخص الحصول على نسخته من مركز حرمون في إسطنبول، أو التواصل مع موقع المنظمة.  

 

المزيد للكاتب 

 

كتاب القائمة السوداء pdf