يجب أن تظل قضية المعتقلين أولوية قصوى بالنسبة للجميع، حتى يتم إطلاق سراح اخر معتقل سياسي أو التعرف على رفاتهم وإعادتهم إلى عائلاتهم
13 / آذار / مارس / 2019
*المصدر: محامون وأطباء من أجل حقوق الإنسان
يصادف هذا الأسبوع الذكرى الثامنة للأزمة السورية. ثماني سنوات من العنف وترويع الشعب السوري. ثماني سنوات دون مساءلة عن الجرائم الدولية ضد المدنيين السوريين. ثماني سنوات (وأكثر) من الاعتقال التعسفي وغير القانوني لأولئك الذين يسعون إلى الحرية والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان للشعب السوري.
الكثيرون يموتون يوميا في أماكن الاحتجاز السورية وحتى أولئك الذي يكتب لهم النجاة يخرجون حاملين لندوب جسدية ونفسية واجتماعية طويلة الأمد تطاردهم سنوات، وتؤثر تأثيراً عميقاً على عائلاتهم ومجتمعاتهم.
يجب أن تظل قضية المعتقلين أولوية قصوى بالنسبة للجميع، حتى يتم إطلاق سراح اخر معتقل سياسي أو التعرف على رفاتهم وإعادتهم إلى عائلاتهم. يواصل المحامون والأطباء من أجل حقوق الإنسان الضغط على المجتمع الدولي لإيجاد استجابات إنسانية حقيقية لحقوق الإنسان لهذه القضية.
أصدرت اليوم LDHR تقريرها الثالث حول الاحتجاز في سوريا. وهو يركز على العنف الجنسي المنتظم والواسع ضد الرجال والفتيان في مراكز الاعتقال السورية هو تحت عنوان:
“لقد ماتت الروح”:
النوع، الأنماط، الانتشار والأثر المدمر للعنف الجنسي ضد الرجال والفتيان في مراكز الاحتجاز السورية.
العنف الجنسي ضد الذكور هو ظاهرة منتشرة في مراكز الاحتجاز الحكومية السورية ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال تقارير الخبراء الطبيين لدى منظمة LDHR العائدة لـ 138 معتقلاً من الذكور والتي تدل على ان العنف الجنسي يستخدم بشكل ممنهج وواسع النطاق ضد السجناء السياسيين السوريين من قبل الأجهزة الأمنية الحكومية وفي مراكز الاعتقال.
ان هذه الأنماط تدل على الاستهداف المنظم لهؤلاء المعارضين للنظام السوري بقصد اذلالهم ومعاقبتهم كونهم خرجوا ضده. ومن الأمثلة على ذلك ربط القضيب في مراكز اعتقال مختلفة وخلال فترات مختلفة يدل على شكل من أشكال التنسيق أو التعليمات المركزية.
كما تدل دراسات معمقة ل ١٥ حالة ان أحد اهداف العنف الجنسي التي تستهدف الأعضاء التناسلية لدى الذكور هو التعقيم لمنع ولادات جديدة من السنة وقد تبين ذلك من خلال تصريحات واضحة أدلى بها الجناة.
تحيط الخرافات والافتراضات وسوء الفهم بمعظم جهود الاستجابة والمساءلة عن العنف الجنسي ضد الذكور، وان سوء فهمنا وتشخيصنا لهذه المسالة سيودي بالضرورة الى الفشل في توفير نقاط الوصول او دعم عملية التعافي.
ان أثر الصدمات والاضرار التي يتعرض لها الرجال نتيجة العنف الجنسي لا يقف عندهم فقط بل تمتد لتشمل النساء والأطفال والمجتمع والاجيال القادمة، ولن نتغلب على الوصمة العميقة التي تؤثر على الناجين ما لم نتحدث عما حدث ونحرص على نقل الوصمة من الضحية إلى الجناة.
تأمل LDHR أن يتمكن هذا التقرير من تحفيز نقاشا مهما قد طال انتظاره في المجتمعات السورية، والمساعدة في الحد من الممنوعات ومعالجة وصمة العار، وإتاحة السبل امام للناجين من الذكور إلى المساءلة والدعم والتعافي.
لا بد من اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة من قبل المجتمع الدولي للتصدي لمسألة الاحتجاز في سوريا، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين ووقف المزيد من موجات الاعتقال كما رأينا مؤخراً في جنوب سوريا.
يجب منح المراقبين والعاملين في المجال الطبي الوصول الآمن وغير المقيد إلى جميع أماكن الاحتجاز في سوريا في أقرب وقت ممكن.
LDHR تحث جميع الأطراف على:
- ضمان بقاء مسألة الاعتقال وتلك التي فقدت في مراكز الاحتجاز السورية أولوية قصوى.
- الاعتراف بأن السلام والاستقرار المستدام في سوريا والمنطقة لن يكون ممكناً بدون المساءلة والعدالة، واتخاذ خطوات مستمرة لإنشاء ودعم آليات العدالة القضائية.
- دعم عمل السوريين في مجتمعاتهم لمعالجة الاثار الطويلة الأمد الناتجة عن العنف الجنسي ضد الرجال والنساء والفتيان والفتيات، وإيجاد سبل فعالة للدعم والتعافي ودعم جهود السورين في سعيهم من أجل مستقبل أفضل على أساس حقوق الإنسان.
يمكنكم تحميل التقرير من خلال الرابط: لقد ماتت الروح