أكدت منظمات حقوقية في نيسان عام 2013، وفاة أكثر من 100 معتقل بسبب انتشار أمراض السل والجرب بين المعتقلين مع تقصد النظام بعدم معالجتهم
10 / كانون الثاني / يناير / 2020
-مع العدالة |مايا علي
شهد سجن حلب المركزي على حصول انتهاكات بالجملة بحق مدنيين اعتقلوا على أيدي عناصر وشبيحة نظام الأسد في حلب وأريافها بسبب مشاركتهم بالمظاهرات السلمية المناهضة له.
ويقع السجن في القسم الشمالي من حلب وبالتحديد شمال مشفى الكندي وبجانب مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين، ويتألف من ثلاثة أبنية وهي البناء القديم والبناء الثاني والبناء الثالث الملحق؛ ويتألف البناء القديم من أربعة طوابق، وكل طابق يحتوي على ستة أجنحة وكل جناح له 10 غرف، وتضم كل غرفة 50 معتقلاً على الأقل.
وبالنسبة للبناء الثاني فهو مخصص للمتهمين بتعاطي المخدرات والاتجار بها، أما المبنى الثالث الملحق فهو يضم سجناً للنساء وآخر للأحداث.
ومنذ عام 2012، تم تحويل آلاف المعتقلين السياسيين إليه بينما شهد على حالات احتجاج من المعتقلين بسبب الانتهاكات الحاصلة بحقهم عام 2012 بالإضافة لتطورات أدت لفقدان عشرات المعتقلين حياتهم داخل السجن.
وعلى مدار السنوات الأولى من عمر الثورة السورية، حوّل النظام السجن إلى مركز لتجميع المعتقلين من المتظاهرين ومارس بحقهم أشد أنواع الانتهاكات وممارسات التعذيب.
وكان المسؤولون عن السجن يقدمون مقدار 150 غراماً من الطحين غير المخبوز كطعام يومي لكل سجن، بينما حرموا العديد من المعتقلين من هذه الوجبة التي لا تسد الرمق في الكثير من الأحيان، هذا بالإضافة لعمليات التعذيب التي تعرض لها المعتقلون.
وأكدت منظمات حقوقية في نيسان عام 2013، وفاة أكثر من 100 معتقل بسبب انتشار أمراض السل والجرب بين المعتقلين مع تقصد النظام بعدم معالجتهم.
وفي شهادات لمعتقلين، كان يتم دفن الموتى بمقابر جماعية في باحات السجن، بإشراف من العقيد نضال العبد الله وبأوامر من رئيس السجن خلال فترة حصاره، العقيد مدحت الحسين، والعديد من حالات الوفاة حصلت بسبب الأمراض المنتشرة بين المعتقلين.
وتراوحت حالات الموت التي تعرض لها المعتقلون في سجن حلب المركزي بين سوء التغذية وانعدام الأدوية والتعذيب والإعدام الميداني.
ومع محاولات الفصائل المعارضة اقتحام السجن عام 2013، كان المسؤولون عن السجن يهددون بإعدام المعتقلين، وبالفعل أعدموا العشرات منهم ورموا جثثهم من أعلى بناء السجن.
ولا يقل سجن حلب المركزي عن غير من المعتقلات التابعة لنظام الأسد من حيث كمية الانتهاكات التي حصلت داخل أبنيته، بل يؤكد معتقلون سابقون في هذا السجن أنهم تعرضوا لأنواع مختلفة من أشكال التعذيب.