ارتكبت القوات العسكرية الروسية البرية والجوية والبحرية المئات من المجازر بحق السوريين والتي تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق المادتين 7 و8 من نظام روما الأساسي تم توثيقها من قبل عدة جهات
14 / تشرين ثاني / نوفمبر / 2019
المصدر: هيئة القانونيين السوريين – مع العدالة
السيد الأمين العام للأمم المتحدة المحترم
السيد رئيس مجلس الأمن الدولي المحترم
السادة أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة المحترمين
يهدي إليكم القانونيون السوريون الأحرار أطيب تحياتهم ويودون إعلامكم بما يلي :
الموضوع : الاعتراض على طلب روسيا الترشح لنيل عضوية مجلس حقوق الإنسان
الرقم : 13 التاريخ : 23 / 6 / 2018
السيدات والسادة :
لمّا كان مجلس حقوق الإنسان استناداً لقرار إنشائه رقم ( 60 / 251 ) تاريخ 15 / 3 / 2006 أنيط به تعزيز الاحترام العالمي لجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز من أي نوع، و تناول حالات انتهاكات حقوق الإنسان وتقديم التوصيات بشأنها.
ولما كانت جميع الدول طبقاً للميثاق مسؤولة عن احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز من أي نوع سواء بسبب العنصر أو اللون أو لجنس أو اللغة أو الدين أو الأفكار السياسية أو الأفكار الأخرى أو المنشأ الوطني أو الاجتماعي أو الممتلكات أو المولد أو أي وضع آخر .
ولمّا كان السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان هي الدعائم التي تقوم عليها منظومة الأمم المتحدة و أسس الأمن الجماعي والرفاه وأن التنمية والسلام والأمن وحقوق الإنسان هي عناصر مترابطة ويعزز بعضها بعضاً .
و لمّا كان الالتزام في قضايا حقوق الإنسان التزاماً واجباً بمبادئ العالمية والموضوعية واللا انتقائية والقضاء على أسلوب المعايير المزدوجة والتسييس .
ولما كانت المادتين الثامنة والتاسعة من قرار إنشاء مجلس حقوق الإنسان تنصان على :
المادة الثامنة : ( تقرر فتح باب عضوية المجلس أمام جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتراعي الدول الأعضاء عند انتخابها أعضاء المجلس ، إسهام المرشحين في تعزيز وحماية حقوق الإنسان ، وما أبدوه اتجاهها من تعهدات والتزامات بصفة طوعية ، ويجوز للجمعية العامة أن تعلق ، بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين والمشتركين في التصويت ،حقوق أي عضو من أعضاء المجلس يرتكب انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان في عضوية المجلس ) .
المادة التاسعة : ( تقرر أيضاً أن يتحلى الأعضاء المنتخبون في المجلس بأعلى المعايير في تعزيز وحماية حقوق الإنسان ، وأن يتعاونوا مع المجلس تعاوناً كاملاً و يخضعوا للاستعراض بموجب آلية الاستعراض الدوري الشامل خلال فترة عضويتهم ) .
السيدات والسادة :
بناءً على ما تقدم فإننا نود أن نلفت عنايتكم إلى اعتراضنا على طلب ترشح روسيا الاتحادية لعضوية مجلس حقوق الإنسان للأسباب التالية :
1- إن التدخل العسكري الروسي في سورية اعتباراً من 30 / 9 / 2015 يفتقر إلى الشرعية الدولية ولا يستند إلى أي قرار أممي ولا تغطيه اتفاقيات الدفاع المشترك الموقعة مع الجمهورية العربية السورية سابقاً ولاحقاً مما يجعل تدخلها اعتداءً سافراً بحق سورية و الشعب السوري .
2- ارتكبت القوات العسكرية الروسية البرية والجوية والبحرية المئات من المجازر بحق السوريين والتي تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق المادتين 7 و8 من نظام روما الأساسي تم توثيقها من قبل عدة جهات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
( لجنة التحقيق الدولية ، الشبكة السورية لحقوق الإنسان ، “هيومان رايتس ووتش” وغيرهم الكثير من المنظمات الحقوقية السورية والدولية )
حيث قدم تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان مؤخراً إحصائية عن مقتل مالا يقل عن ( 6133 مدنياً سورياً بينهم 1761 طفلاً و 661 امرأة سورية بالغة على يد القوات الروسية ) .
كما ارتكبت القوات الروسية منذ تدخلها في سورية مالا يقل عن 317 مجزرة بحق السوريين .
كما ارتكبت القوات الروسية منذ تدخلها في سورية ما لا يقل عن 939 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية
بينها ( 167 منشأة طبية ، 140 مسجد ، 55 سوق ) .
كما شنت القوات الروسية منذ تدخلها في سورية ما لا يقل عن 223 هجوماً بذخائر عنقودية و122 هجوماً بأسلحة حارقة .
3- أقدمت القوات الروسية منذ تدخلها في سورية على مساندة نظام بشار الأسد مباشرة في ثلاث هجمات كيماوية ضد المدنيين السوريين .
4- أدى التدخل العسكري الروسي في سورية إلى جانب نظام بشار والنظام الإيراني إلى تهجير أكثر من عشرة ملايين سوري قسرياً .
5- خرق النظام الروسي بشكل صارخ القرارات الدولية ذات الصلة بوقف إطلاق النار في سورية سيما القرارين 2139 و2254 الصادرين عن مجلس الأمن الدولي والقاضيين بوقف الهجمات العشوائية ضد المدنيين السوريين وانتهكت بذلك القوات الروسية في سورية أحكام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان وكافة القوانين والأعراف الدولية ذات الصلة .
6- قامت روسيا بعقد اتفاقيات إذعان مع نظام بشار الأسد غير الشرعي تمس كيان الدولة السورية و تقتطع أجزاء من الأراضي السورية ووضعها تحت تصرفها لعشرات السنين نذكر منها الاتفاقية الموقعة بينهما بتاريخ
26 / 8 / 2015 .
7- تعطيل مجلس الأمن من خلال استخدام حق النقض الفيتو حوالي 11 مرة ضد أي قرار دولي لصالح إنهاء معاناة السوريين أو لوقف جرائم النظام السوري وخاصة جرائم استخدام السلاح الكيماوي ورفع الحصار .
8- تعطيل أي تحركات دولية أو أممية لحل النزاع في سورية من خلال دفاعها المستميت عن نظام بشار الأسد القمعي الاستبدادي .
السيدات والسادة :
إن ما قامت وتقوم به روسيا الاتحادية لا يليق بدولة عظمى من المفترض أن تكون مؤتمنة على شرعة حقوق الإنسان لأنها تقوم بانتهاك كل القيم الإنسانية و تعطِّل عمل المنظمات الدولية لدوافع سياسية مصلحية ، و تتعامل مع شرعة حقوق الإنسان بازدواجية في المعايير و تنحاز إلى جانب الجاني على حساب الضحية مما يهدد السلم والأمن الدولي ، وهي مستمرة في سلوكها الذي اتبعته لتعطيل مجلس الأمن و ستسعى إلى تعطيل مجلس حقوق الإنسان فيما إذا تم قبول عضويتها .
لذلك فإن دخول روسيا الاتحادية إلى مجلس حقوق الإنسان سيؤدي إلى إسقاطه من عيون الأحرار الذين يحترمون حقوق الإنسان و العاملين على تعزيزها وحمايتها ، ويتناقض مع الهدف السامي لمجلس حقوق الإنسان الذي يتجلى في حماية هذه الحقوق ويناقض شروط العضوية فيه والأهداف التي تم إنشاؤه من أجلها .
استناداً لما تقدم عرضه نطلب ما يلي :
1- تسجيل اعتراضنا على قبول ترشح روسيا لتكون عضواً في مجلس حقوق الإنسان الموقر أصالة باسم هيئة القانونيين السوريين ونقابات المحامين السوريين الأحرار والمنظمات الحقوقية السورية ، و نيابة عن ضحايا جرائم القوات الروسية ونظام بشار الأسد المجرم ونظام ملالي إيران ومليشياتها الطائفية .
2- رفض طلب روسيا الاتحادية وعدم قبولها كعضو في مجلس حقوق الإنسان استناداً لارتكابها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في سورية خاصة وهذا يتناقض مع أهداف مجلسكم والغاية التي تم إنشاؤه من أجلها .
ينتهز القانونيون السوريون الأحرار هذه المناسبة ويعربون عن فائق احترامهم وتقديرهم
هيئة القانونيين السوريين