شاهدت الكثير من الانتهاكات داخل السجون؛ أذكر شاباً من منطقة سرمين اسمه "أحمد خاروف" قتل تحت التعذيب، حينها كنت في غرفة التحقيق، وهو في غرفة التعذيب وقد تم تعذيبه حتى فارق الحياة
30 / آذار / مارس / 2020
*مع العدالة
أمجد عبد العزيز المالح من مواليد 9 / نيسان 1988 مضايا ريف دمشق، خريج كلية الهندسة المعمارية؛ يروي لــ” مع العدالة” رحلة التهجير من مضايا حتى اعتقاله في إدلب من قبل “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) سابقاً.
يقول السيد المالح: عملت منذ بداية الثورة في الشأن التعليمي والجانب الإغاثي وأيضاً ضمن حقل الإعلام، وشاركت في مبادرات السلام في المنطقة وكل ما يتعلق بالمدنيين.
تم تهجيرنا من مضايا بتاريخ 14/4/2017 م حيث توجهنا إلى إدلب، وأنشأت هناك ” المركز السوري لحقوق المهجرين قسراً” وعملت على توثيق الانتهاكات التي حدثت بحق الآثار والأوابد التاريخية في إدلب، ورفعت قضايا من أجل اتفاقية المدن الأربع والداعمين لها والمشاركين في الاتفاقية، وحاولت أن أتابع حقوقياً انتهاكات “حزب الله” اللبناني الذي قام باحتلال مدينة مضايا.
وحول قصة اعتقاله في إدلب من قبل هيئة تحرير الشام، يضيف المالح: تم اعتقالي بتاريخ 19/12/2017 وخرجت بتاريخ 14/11/2019 بعد أن حكم علي بالإعدام، بتهم كلها باطلة، ذات التهم التي يوجهها النظام السوري لمعارضيه؛ منها مضحكة، مثل التعامل مع “إسرائيل”، إلا أن هناك تهماً لدى “الهيئة” تكون في إطار “الشرع – الدين” منها “الإفساد في الأرض“، لكن خرجت بكفالة مالية وبشرط الإقامة الجبرية.
ويكمل المالح: تنقلت بين عدة سجون، السجن الأول هو سجن شاهين، في سجن إدلب المركزي الكتلة الغربية القسم الأمني، ثم هربت من السجن بعد أن تم قصفه من قبل الطيران الروسي، بتاريخ 13/3/2019 وأثناء ذلك أطلقوا النار باتجاهنا حيث أصبت وتم إلقاء القبض علي وساقوني إلى سجن دارة عزة، ثم إلى القاسمية ثم إلى سرمدة ثم إلى فرع 700 في ريف حلب الغربي وفي منطقة الزربة.
شاهدت الكثير من الانتهاكات داخل السجون؛ أذكر شاباً من منطقة سرمين اسمه “أحمد خاروف” قتل تحت التعذيب، حينها كنت في غرفة التحقيق، وهو في غرفة التعذيب وقد تم تعذيبه حتى فارق الحياة.
وهو حالة واحدة من حالات عديدة رأيتها بعيني.. أشخاص ينزفون حتى الموت وآخرون أمعاؤهم خارج بطونهم المبقورة.
عانيت كثيراً، وخاصة في المنفردة التي بقيت فيها أربعة أشهر، بالإضافة إلى التعذيب الذي تعرضت إليه وأذكر منه سبعة أساليب كانت تمارس باستمرار” الكهرباء والشبح الأرضي والشبح الأفقي وشبح العقرب والدولاب والتعذيب بالملح، والتعذيب بالتابوت“، والكثير من الأساليب التي تعتبر انتهاكاً حقيقياً لحقوق الإنسان.
- كل الجلادين يضعون لثاماً، ولا يمكن تمييز ملامح أحد، فقط نعرف عنهم بعض الأسماء الوهمية.
خرجت من السجن وأنا موجود حالياً في مدينة عفرين.