#########

الضحايا

كان القاضي من تونس: أكرم العثمان يروي قصة اعتقاله لدى تنظيم داعش


كان هناك أحد القضاة وهو شرعي، اسمه أبو مصعب التونسي، فاستدعاني عن طريق السجان "أبو سعد" وهو مغربي الجنسية، وحينما وقوفي بين يديه سألني: لماذا أنت هنا؟

21 / تموز / يوليو / 2020


كان القاضي من تونس: أكرم العثمان يروي قصة اعتقاله لدى تنظيم داعش

*مع العدالة | ضحايا 

 

أكرم جمعة العثمان من دير الزور  مدينة “موحسن”، يروي قصة اعتقاله من قبل خلايا نائمة لتنظيم داعش في عام 2014 حزيران قائلاً:

سبب اعتقالي كان لانتمائي في صفوف الجيش الحر، ولأنني معارض لمنهجهم، ولست مقتنعاً بهم ولا بأي فصيل إسلامي أبداً. بقيت في موحسن أياماً قليلة، ومن ثم فيما بعد أخذوني باتجاه منطقة “الشولا” بنية تسليمي لأمير الشولا، وبعدها  تم نقلي  إلى منطقة “قباجب” وكان المفروض أن يراني أمير قباجب، وفي  هذه الفترة لم يسلموني للأمير، لأنني كنت أعرفه جيداً، فكانوا يخافون أن يقوم بإطلاق سراحي، أو يخلي سبيلي، فأخذوني إلى منطقة الطبقة، قلعة الرصافة.

 

  • هناك توجد محكمة في منطقة الزملة، وهذه المحكمة تتبع لها بادية حمص وبادية الرقة وبادية دير الزور .

 

يضيف العثمان حول مسار التحقيق ومثوله أمام قاضٍ من تونس: “كان هناك أحد القضاة وهو شرعي، اسمه أبو مصعب التونسي، فاستدعاني عن طريق السجان “أبو سعد” وهو مغربي الجنسية، وحينما وقوفي بين يديه سألني: لماذا أنت هنا؟

وعناصر داعش مدينة موحسن الذين أوقعوا بي في هذا الكمين، كانوا موجودين وبدأوا يشرحون للقاضي الشرعي قصصاً عني أنا لم أفعلها..!



فقال القاضي أنه لا يريد محاسبة أي شخص سوى رؤوس الرِدّة بحسب تعبيره، فطلب قائد المجلس العسكري والضباط المنشقين عن النظام، فوجدت أمامي أشخاص تهمهم سخيفة؛ مثلاً، أحدهم في هاتفه صورة لفتاة أو صورة لبشار الأسد أو صورة لجندي وهو أخوه، ومن هذا التهم الصغيرة.

فدعاني الفضول  لأسأل الشخص لاحقاً، لماذا تضع  صورة بشار الأسد  في هاتفك وأنت تعلم بأنك سوف تعبر حواجز للدواعش؟ فأجاب “أنا كنت في المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام ودائماً أتعرض لحواجزهم، مثلما أتعرض لحواجز الدواعش، لذلك أردت أن أضع صورة تحميني على حواجز النظام”.

بعد فترة جاء أشخاص ومن بينهم شاب يدعى “باسل سمان” من محافظة حماة، وهو مرافق بولمان (حافلة ركاب) وشاب آخر اسمه “عايد العباس”، وهذان  الشابان بقيا فترة طويلة بينما كان يتم إطلاق سراح الجميع وهما يبقيان في كل مرة.

 

تقنيات حديثة لخلافة بائدة .. وقصة الهروب

عند تنظيم داعش برامج لتفتيش الهواتف، حيث يسترجعون ذاكرة الهاتف إلى قبل ثلاثة أشهر ماضية، ليكشفوا على كل المحادثات، والصور، وكل شيء حتى التي يكون الشخص قد حذفها. فكان هذا الشاب يقول (مرافق الحافلة): أنا  كنت أتواصل مع عسكري كي أستطيع عبور الحاجز، فأعطيه بعض المال لنعبر ويسهل أمرنا دون أن يفتش الباص.. هذه هي تهمتي !

يكمل العثمان حول فترة احتجازه “بقينا أنا وهذا الشاب 23 يوماً معاً، وبعدها أصبح هناك أزمة في المعتقل، وكانت أيامها في شهر رمضان. وبعد أيام تقريباً من هذه المدة، سمعنا صوت طائرة أقلعت من مطار الطبقة، الذي يبعد عن هذا السجن 10 كيلو متر تقريباً.  ضربت المدرسة التي بقرب السجن، وفي هذه الأثناء، أي وقت القصف، هرب الجميع،  ولم يبقَ  في المحكمة غير المساجين، فهربنا جميعاً بعد  أن توقف القصف، وتوجهنا إلى مدينة مسكنة.

 

وفي الساعة 11 ليلاً  وصلنا إلى مدينة منبج، ومن ثم توقفنا قبل حاجز منبج، وهو حاجز لا يمكن إلا أن نعبر من خلاله. فقال لنا شاب برفقتنا إن هناك طريقاً للتهريب بعيداً عن هذا الحاجز. فدخلنا قبل منبج عبر طريق بساتين زيتون، إلى أن وصلنا إلى جرابلس متجاوزين منبج، تقريباً قبل الفجر. فتوجهنا  إلى بيت أشخاص من أقرباء الشاب جاسم، الذي كان معي، وبقينا في منزلهم لساعتين، وجاء شاب آخر واصطحبنا نحو قرية تبعد عن جرابلس 15 كيلو متر، وبقينا هناك لوقت العصر. ثم جاء الشاب  ورافقنا  إلى بستان كبير، وأتى بحلاق ليحلق لحانا وشعر رؤوسنا، وأخبرنا أننا إذا أردنا دخول تركيا لا يجب أن نكون بهذه الحالة ويجب أن نحلق.

 

وعندما وصلت إلى تل أبيض تفاجأت بشبان من موحسن، كلهم موجودون في تل أبيض، ووجدت غالبية أولاد عمي وأقاربي، وكانوا جميعاً يظنون أنني قتلت، والحمدلله .. لقد نجوت، وأنتظر مع باقي السوريين الخلاص من كافة المجرمين، ابتداءً من بشار الأسد، ووصولاً إلى من يقتلون باسم الدين.


  

مواد شبيهة