#########

الضحايا

كتاب يوثّق قصص 52 شهيداً من إدلب قضوا تحت التعذيب


بعد مدة اعتقل الشهيد "أحمد ياسر حج علي" بعد تحويله إلى دمشق وخروجه جثة مشوهة حينها كانت المظاهرات السلمية قد بدأت لتلد معها الفكرة، كما تقول المؤلفة.

04 / تشرين أول / أكتوبر / 2018


كتاب يوثّق قصص 52 شهيداً من إدلب قضوا تحت التعذيب

 

*فارس الرفاعي  

 

يروي كتاب “حين تتحدث الزنازين” قصص 52 شهيداً قضوا تحت التعذيب في سجون الأسد، ويجمع بين صفحاته المعنى الحقيقي لمعاناة شهداء معتقلين في سجون النظام السوري لم يكونوا مجرد أرقام، إنما أرواح عانت من شتى أنواع العذاب والقهر.

وقالت “غادة باكير” مؤلفة الكتاب لمراسل “زمان الوصل” إن فكرة الكتاب لم تكن وليدة اليوم إنما نشأت منذ 2011، حين اعتقل “شهيد سراقب الأول أحمد صالح الدعاس”، وقضى تحت التعذيب في حاجز “معمل الزيت” على الطريق الدولي حلب – دمشق.

وبعد مدة اعتقل الشهيد “أحمد ياسر حج علي” بعد تحويله إلى دمشق وخروجه جثة مشوهة حينها كانت المظاهرات السلمية قد بدأت لتلد معها الفكرة، كما تقول المؤلفة.

وتضيف باكير: “خلال هذا العام تم التواصل بين مركز البراءة وجريدة زيتون بتركيا للعمل على فكرة جديدة مشتركة لخدمة ثورتنا، فعادت إلى ذهني فكرة المعتقلين، وناقشت الفكرة مع المعنيين، ولاقت قبولاً وتم التعاون بين الفريقين”.

وتحدثت المؤلفة عن أدب الاعتقال والروايات المهمة، وكيف يتناولها الأدب وتنبأت بأن “الكتاب سيتحول يوماً ما إلى عمل أدبي مهم جداً لأن القصص أُخذت من أفواه الناس”.

ووصفت “باكير” كتابها بأنه “محاولة لإحياء الشهداء بطريقة مختلفة، عما نراه، فالصور التي سربت من المعتقلات كانت جثثاً مشوهة تحمل أرقاماً على جبينها فأحببت أن أخبر العالم أن هؤلاء بشر  كانت لهم حياتهم وعائلاتهم وطموح وآمال لم يحققوها، فكان أقصى حلمهم الحصول على الحرية التي عذبوا واستشهدوا لأجلها”.

وأوضحت أن الكتاب يتحدث عن معتقلي إدلب وريفها فقط، بعد زيارات ميدانية للعائلات، أجرت خلالها حوارات معهم وحاولت تغطية أكبر عدد ممكن من الشهداء، لأنه طلب منا على الأقل 50 شهيداً فما فوق.

وأضافت “لأننا محكومون بتوقيت محدد هو 40 يوماً فقط لجمع القصص تواصلنا مع عدد كبير من عائلات الشهداء، لكن لم يساعدنا الوقت لتغطية الجميع، بالإضافة إلى حصرنا بعدد صفحات ما يقارب 200 لا أكثر، وهذا سبب آخر لعدم إضافة أسماء شهداء أكثر”.

وأردفت باكير: “وثقنا الشهداء وجمعنا الصور وحضرنا المقابلات وبالمقابل صحيفة زيتون تولت عملية التحرير ومهمة طبع الكتاب وتوزيعه في تركيا”.

وأكدت أنه سيتم العمل بعد الانتهاء من توزيع النسخ الورقية على تحويل الكتاب إلى نسخ إلكترونية (pdf) بسبب “الطلب عليه في أغلب دول أوروبا”.

 

ونوهت “باكير” بأنها تجربتها الأولى في تأليف الكتب، مشيرة إلى أنها كانت تخرج كل يوم منذ ساعات الصباح الباكر للقاء عائلات الشهداء، وكانت تعيش قصة كل شهيدـ حسب تعبيرها.

 

تقول المؤلفة “كنت أشارك الأمهات دموعهن، وبعد سماعي لكل قصة تزيد نقمتي على النظام المجرم وعلى كل شخص ساعد ببقائه حتى الآن، لكن رغم كل الصعاب كانت تجربة حلوة رغم مرارتها”.

وشرحت “باكير” بأن الكتاب هو عبارة عن رسالة توجهها لكل شخص يتألم عندما يرى آلام من حوله، وأضافت “آلام الأهالي أثرت في داخلي كثيراً خصوصاً بداية اعتقال أبنائهم حتى تأكدوا من نبأ استشهادهم وفقدانهم”.

وأوضحت بأن الكتاب هو أول وثيقة أدبية توثق قضية المعتقلين المغيبة ضمن جميع ملفات التفاوض للحل السياسي في سوريا، لا يوجد صور توثق المعتقلين، إلا تلك التي نشرها “سيزر” ثم القضية التي رفعها “أنور البني” لمحكمة أوروبية.

وختمت قائلة “إن هذا الكتاب هو الوثيقة الثالثة لقضية المعتقلين، لأنها ظلمت لربطها بالحل السياسي، رغم أنها قضية إنسانية، وهذا ما جعل بعد 8 سنوات ثورة لعدم وجود أي خطوة عملية لحلها من الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية التي أغمضت عيونها عن هذه القضية، حتى الصور التي سربها (سيزر) بقيت 3 سنوات حتى بدأت المحاكم الدولية تنظر بأمرها”.

.

.

المصدر: زمان الوصل