هدايا عيد الميلاد تنهمر كالمطر على دكتاتور سوريا بشار الأسد من كل حدب وصوب. ولكن أكبرها يأتي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يوم الأربعاء، 19 كانون الثاني / ديسمبر، أعلن الرئيس ترامب فجأة أنه سيسحب على الفور جميع قواته البالغة 2000 جندي أمريكي من سوريا، مدعيا أنه حقق النصر على داعش. اتخذ ترامب هذا القرار على الضدّ على نصيحة جميع مساعديه ومستشاريه تقريبا. الرابح الأكبر في هذه الخطوة هو بالطبع بشار الأسد، وكذلك الروس والإيرانيون. وفي الواقع، سرعان ما أشاد فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي بترامب بسبب قراره سحب قواته. وقال الرئيس الروسي خلال مؤتمره الصحفي في نهاية العام في موسكو: "في هذا الصدد، دونالد على حق، وأنا أتفق معه"! وعلى الرغم من أن هذا لم يكن مفاجئًا لفهمنا لترامب وسلوكه وتناقضاته، إلا أنه لم يكن متوقعًا تماما وبهذا الشكل. ذلك أن ترامب نفسه كان قد أعلن في شهر أيلول / سبتمبر الماضي عن استراتيجية أمريكية جديدة في سوريا، تطلّبت بقاء القوات الأمريكية في سوريا، ليس فقط حتى الهزيمة الكاملة لدولة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بل وحتى نهاية دور إيران ووجودها في سوريا ايضا.
24 / كانون أول / ديسمبر / 2018
*وائل السوّاح – مع العدالة
هدايا عيد الميلاد تنهمر كالمطر على دكتاتور سوريا بشار الأسد من كل حدب وصوب. ولكن أكبرها يأتي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يوم الأربعاء، 19 كانون الثاني / ديسمبر، أعلن الرئيس ترامب فجأة أنه سيسحب على الفور جميع قواته البالغة 2000 جندي أمريكي من سوريا، مدعيا أنه حقق النصر على داعش. اتخذ ترامب هذا القرار على الضدّ على نصيحة جميع مساعديه ومستشاريه تقريبا. الرابح الأكبر في هذه الخطوة هو بالطبع بشار الأسد، وكذلك الروس والإيرانيون. وفي الواقع، سرعان ما أشاد فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي بترامب بسبب قراره سحب قواته. وقال الرئيس الروسي خلال مؤتمره الصحفي في نهاية العام في موسكو: “في هذا الصدد، دونالد على حق، وأنا أتفق معه”!
وعلى الرغم من أن هذا لم يكن مفاجئًا لفهمنا لترامب وسلوكه وتناقضاته، إلا أنه لم يكن متوقعًا تماما وبهذا الشكل. ذلك أن ترامب نفسه كان قد أعلن في شهر أيلول / سبتمبر الماضي عن استراتيجية أمريكية جديدة في سوريا، تطلّبت بقاء القوات الأمريكية في سوريا، ليس فقط حتى الهزيمة الكاملة لدولة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بل وحتى نهاية دور إيران ووجودها في سوريا ايضا.
هبة أخرى لجزار سوريا تأتي من الجزائر، حيث يقال إن الرئيس الجزائري المريض يمارس الضغط على تونس لدعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية للاجتماع في تونس في مطلع العام المقبل. من المحتمل أن يمارس السفير الجزائري في تونس عبد القادر حجار الضغوط على تونس لدعوة الرئيس السوري إلى القمة العربية حسب ما أوردته شبكة مونيتور ميدل إيست مونيتور.
ولكن وزير الخارجية التونسي خميس الجهناوي أكد في نهاية هذا الأسبوع أن تونس لم ترسل دعوات إلا إلى المملكة العربية السعودية وإلى الإمارات. ويتوقع الشعب السوري من البلد الذي بدأ الربيع العربي أن يحافظ على استقلاله وأن يرفض الضغط الجزائري (وغيره) لدعوة شخص يذبح شعبه في هذا المنتدى، الذي سيعيد الشرعية إلى الأبد.
هدية ثالثة في عيد الميلاد تُمنح للأسد من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، حيث وصل إلى القاهرة رئيس مكتب الأمن الوطني السوري والمجرم الرئيسي في قطاع الأمن السوري ، اللواء علي مملوك.
يأتي ذلك في أعقاب زيارة سيئة الصيت من مملوك إلى إيطاليا في وقت سابق من هذا العام. وكان مملوك زار مصر في مرة سابقة في عام 2016 عندما واصلت القاهرة اتصالاتها الأمنية مع دمشق على الرغم من انزعاج معظم الدول العربية آنئذ. وتناقلت تقارير أن القاهرة لعبت دورا في المفاوضات على بعض اتفاقات المصالحة بين الحكومة السورية والمعارضة السورية، التي أدت إلى تشريد السوريين من بيوتهم.
الأردن يسعى لاستعادة علاقاته مع سوريا، في استسلام للأمر الواقع الذي أدى إلى تحقيق النظام السوري لمكاسب عسكرية أدت إلى عودة سيطرة النظام على حدودهما المشتركة. وزار وفد برلماني أردني العاصمة السورية في الآونة الأخيرة وعاد إلى عمان محملا برسالة من بشار الأسد إلى الملك عبد الله الثاني. وتتراكم الدلائل على أن البلدين يقومان بتطبيع العلاقات تدريجيا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق في أول زيارة يقوم بها زعيم عربي منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011.
سيحظى كبير المرتكبين السوريين بعيد ميلاد سعيد، حيث يكافئه العالم على جرائمه، وزعيم العالم الحر ينحني أمامه. ومع ذلك، هناك عامل واحد يبدو أن هذه الأطراف قد نسيته جميعا: الشعب السوري، الذي لا يزال يرفض الاعتراف الأسد كرئيس والذي لا يزال يرغب في الحصول على مستقبل سياسي بدون الأسد أو عائلته، في سوريا حرة، مدنية، وديمقراطية.
.
.