أما أسباب وفاة المعتقلين، ففي الواقع تكون عن طريق ضربهم بإبر هواء عند الرقبة، أو كسر أعناقهم، أو بسبب عمليات الاغتصاب التي يتعرض لها الرجال قبل النساء، أو انتشار الأمراض السارية مثل التهابات الكبد بدرجاتها، والطاعون والسل، وغيرها من أمراض جلدية
28 / كانون أول / ديسمبر / 2019
مع العدالة – مايا علي
يعتبر الفرع “215” أحد أبرز معتقلات نظام الأسد الذي تحصل داخله عمليات تعذيب وعمليات قتل جماعي للمعتقلين، وبشكل يومي، وقد عرف بأسماء عديدة، منها فرع الموت. أما عدد الضحايا التي قام بتوثيقها “قيصر” ( العسكري المنشق عن النظام ) بالصور في هذا الفرع وصل إلى 3532، من الذين قضوا تحت التعذيب أو بسبب الأمراض والجوع.
وذاع صيت الفرع بعد أن نجا قلّة من المعتقلين المحظوظين منه وتحدثوا عن الفظائع التي يرتكبها المسؤولون عنه بحق المعتقلين.
يعرف الفرع 215 بما يسمى “سرية المداهمة والاقتحام”، وهو تابع لجهاز الاستخبارات العسكرية الذي تأسس عام 1969م بإشراف من “حافظ الأسد” عندما كان وزيراً للدفاع.
وتقع مباني الفرع 215 في حي كفرسوسة بدمشق، وهو من بين 20 فرعاً أمنياً تابعاً للاستخبارات العسكرية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في سوريا.
ويتألف الفرع من عدة طوابق وغرف، حيث يتم وضع المعتقلين إما بغرف الخشب، أو الحديد، بالإضافة للمنفردات، وبسبب العدد الكبير للمعتقلين تُخصّص مساحة بقدر “بلاطة” لكل مُعْتقَلَين، كي يتناوبا خلال اليوم للجلوس والوقوف.
ومن بين أبرز المسؤولين في الفرع عن عمليات التعذيب التي حصلت ولما تزل، العميد محمد شفيق مصة.. الذي شارك بقمع المتظاهرين منذ 2011 وأعطى الأوامر بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم داخل زنازين الفرع.
كما عرف اللواء حسن دعبول، الملقب بآمر فرع الموت، بانتهاكاته الجسيمة التي ارتكبها خلال ترأس فرع 215 بين عامي 2013 و 2016م، حيث اركتب انتهاكات لا تحصى بحق المعتقلين، وانتقل بعد ذلك لترأس فرع الأمن العسكري بحمص، إلى أن تم اغتياله إثر هجوم تبنته “هيئة تحرير الشام” على مبنى الفرع في حمص.
“صورة للمجرم اللواء حسن دعبول الذي كان مديراً للفرع بين عامي 2013 و 2016 “
وأيضاً من بينهم “أحمد العلي”، وهو مدير سجن النساء في الفرع 215 ويلقب بـ “شرشبيل” حيث يشرف على عمليات تفتيش المعتقلات وشبحهن وهنّ عاريات.
أما باقي المسؤولين عن إدارة الفرع 215 فغالبيتهم يعملون بشكل سري. ويؤكد معتقلون أنهم عند التحقيق معهم يدخل الضابط المسؤول عن ذلك ولكن يخلع رتبته قبل الدخول.
وعن عمليات التعذيب والقتل الجماعي الذي يحصل في الفرع، تؤكد شهادات لمعتقلين أن هناك ما لا يقل عن 30 حالة وفاة يومياً داخل أقبية الفرع.
أما أسباب وفاة المعتقلين، ففي الواقع تكون عن طريق ضربهم بإبر هواء عند الرقبة، أو كسر أعناقهم، أو بسبب عمليات الاغتصاب التي يتعرض لها الرجال قبل النساء، أو انتشار الأمراض السارية مثل التهابات الكبد بدرجاتها، والطاعون والسل، وغيرها من أمراض جلدية.
وعن أسباب الوفاة على الورق، أو التقارير الطبية التي يستصدرها النظام السوري، فغالباً ما يكون إثر سكتة قلبية أو مرض ما، حيث يتم تزوير سبب الوفاة، ومن ثم ترسل شهادات الوفاة لدوائر النفوس لتسجيلها.
“صورة قمر صناعي لمقبرة نجها التي يتم فيها دفن ضحايا تعذيب الأفرع الأمنية لدى النظام السوري”
وفيما يخصّ مكان دفن الوفيات نتيجة التعذيب في الفرع 215، فإنه يتم نقلهم في غالب الأحيان إلى مشفى “601” في المزة، أو مشفى تشرين العسكري في برزة، ومن ثم ينقلوا في سيارات عسكرية أو برادات تخزين فاكهة وخضروات لدفنهم ضمن مقابر جماعية في منطقة نجها بريف دمشق.