لا تقتصر عمليات الاعتقال والتحقيق على البالغين بل يخضع لها أطفال دون سن الثامنة عشر، حيث تم اعتقالهم بتهم المشاركة في مظاهرات السوريين أوائل عمر الثورة السورية، ويتم إجبارهم على الاعتراف بأفعال لم يقوموا بها كتفجير دبابة أو تخزين الأسلحة أو غير ذلك
08 / شباط / فبراير / 2020
مع العدالة – مايا علي
ذاع صيت الفرع رقم 251 أو ما يعرف بالفرع الداخلي أو فرع الخطيب منذ بدايات الثورة حين تم تحويل العديد من المعتقلين إلى أقبية الفرع ليتعرضوا لكافة أنواع التعذيب داخله.
وسمي هذا الفرع سيئ السمعة بفرع الخطيب بسبب موقعه، حيث يقطن بمنطقة الخطيب الواقعة بين ساحة الخطيب وشارع بغداد وبالقرب من مشفى الهلال الأحمر السوري في العاصمة دمشق.
ويتبع الفرع بشكل رسمي إلى إدارة المخابرات العامة في كفر سوسة ويخدم به عدد من الضباط والمحققين والعناصر ولكن من بين أبرز من ذاع صيتهم في الفرع هو اللواء توفيق علي يونس وعرف باسمه الحركي “فهد” داخل أقبية الفرع.
وفيما يتعلق ببناء السجن فهو محاط بالحواجز والسواتر الترابية ويخضع لحراسة أمنية مشددة بالشوارع المحيطة به من قبل عناصر الأمن الموظفين بسجن الخطيب.
ويحتوي فرع الخطيب على مكاتب إدارية للضباط والمحققين بالإضافة لمهاجع متواجدة في قبو السجن ويتم زج عشرات المعتقلين بها رغم مساحات المهاجع الصغيرة مع وجود حمام واحد في كل مهجع لقضاء الحاجة بينما يمنع استحمام المعتقلين.
ويعتبر سجن الخطيب من أبرز الأفرع الأمنية التي حصل فيها حالات وفيات لمعتقلين نتيجة تعذيبهم المبرح فيما أكد عنصر منشق عن الفرع لوسائل إعلامية محلية، أنه يتم تزوير تقارير الوفاة لتبدو أسباب الوفاة طبيعية.
وتعرض عدد من المعتقلين الذين تم تحويلهم إلى فرع الخطيب للتحقيق عدة مرات ومن ثم تم تحويلهم إلى أفرع أمنية أخرى أبرزها فرع كفرسوسة وفرع 300 تجسس وفرع النجهة والمحكمة العسكرية والمحكمة المدنية.
أما بالنسبة لأنواع التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون في الفرع فتباينت بين الصعق بالكهرباء والتجويع وصب المياه الباردة على أجساد المعتقلين عدا الإهانات المستمرة والضرب المبرح.
ولا تقتصر عمليات الاعتقال والتحقيق على البالغين بل يخضع لها أطفال دون سن الثامنة عشر، حيث تم اعتقالهم بتهم المشاركة في مظاهرات السوريين أوائل عمر الثورة السورية، ويتم إجبارهم على الاعتراف بأفعال لم يقوموا بها كتفجير دبابة أو تخزين الأسلحة أو غير ذلك.
وورد اسم الفرع في عدد من التقارير الحقوقية الصادرة عن منظمات حقوقية دولية مثل “هيومن رايتس ووتش” التي أكدت عبر توثيقاتها حصول عمليات تعذيب للمعتقلين بفرع الخطيب.
يذكر أن هناك شهادات وردت عن سجن الخطيب تفيد باستقباله مئات الجثث لمعتقلين قادمة من فروع أمنية مختلفة وكانت تترك في العراء لمدة يومين أو ثلاثة حتى يتم تجميعها ومن ثم يأتي الطبيب الشرعي ليفرزها ويأمر بتعبئة جثث المعتقلين بأكياس ومن ثم تحميلها بسيارات.