#########

الضحايا

كتاب “سجن صيدنايا خلال الثورة السورية”: شهادة هيثم خطاب


عندما كنا سوياً كان قد وصل إلى ما يشبه الانهيار النفسي، فضلاً عن سوء وضعه الجسدي. لم يتركوا شيئاً من وسائل التعذيب لم يمارسوه ضده؛ عصيّ الكهرباء، الضرب بالأنبوب المعدني (البورية)، وبشكل دائم.

17 / آب / أغسطس / 2020


كتاب “سجن صيدنايا خلال الثورة السورية”: شهادة هيثم خطاب

*المصدر: رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا


كان الأخ الشهيد أبو فيصل الرفاعي، رحمه الله، من الشباب الطيبين جداً. كان قاضياً عسكرياً يرجع أصله إلى بلدة نصيب الحدودية بدرعا.

لم أشهد حادثة قتله. كان في المهجع المجاور وكنا نسمع الأصوات الآتية من هناك وخاصة عند الضرب، كان الصياح مرعباً، لا يوصف نهائياً.



  • سمعنا عن استشهاده يوم قتل، غير أني لم أكن في مهجعه بعد أن فصلونا.

عندما كنا سوياً كان قد وصل إلى ما يشبه الانهيار النفسي، فضلاً عن سوء وضعه الجسدي. لم يتركوا شيئاً من وسائل التعذيب لم يمارسوه ضده؛ عصيّ الكهرباء، الضرب بالأنبوب المعدني (البورية)، وبشكل دائم. أمروه بخلع ملابسه فكان عارياً حتى من الملابس الداخلية وكانوا يصبون عليه الماء البارد. كان ينام على البلاط في أشد أيام الشتاء. صار يكره أن يزوره أحد لأنهم يأخذونه مصحوباً بالضرب ويعيدونه وهم يضربونه.


كان طويلاً، بنيته الجسدية قوية، لكنه أنهك تماماً بسبب قلة الطعام، فصار جلداً وعظماً كما نقول. صار شكله مرعباً لشدة هزالته، بالإضافة إلى الجرب والآفات الجسدية والنفسية التي أصابته.

 لم يكن شخصاً عادياً، كان قاضياً، ولذلك تعمدوا إذلاله بشكل يومي ومستمر.



  


لقراءة مدخل وأجزاء الكتاب 

⇐ مدخل الكتاب

ج ج2  ج 3 ج4 ج5 ج6 ج7 ج8